ورق شجر أيلول أخضر في كندا والخريف مُرجأ!

كعادتي، أستّقل في مطلع كل خريف سيارتي إلى مدينة جبل ترامبلان Mont Tremblant في منطقة اللورنتيد Laurentides شمال مدينة مونتريال لأشاهد مهرجان الألوان التي تتألق بأبها حلة في تلك المنطقة الشمالية!

بالأمس قصدت مون ترامبلان مع بدء فصل الخريف وغالبا الفصول في كندا تأتي في موعدها تماما ولا تتأخر يوما واحدا، ولكن هذه السنة ليس الخريف، وهو أبو الفصول في كندا، ليس على الموعد كعادته وقد يتأخر وصوله لحين بعد بسبب موجة الحر الشديد التي تشهدها في شكل خاص مقاطعة كيبيك في وسط البلاد.

في الطريق إلى مون ترامبلان التي تبعد نجو ساعة ونصف الساعة من شمال مونتريال لا زالت الأشجار تحتفظ بغالبية أوراقها وهي توشّحت فقط ببعض الألوان الخافتة ليسيطر فيها اللون الأخضر وكنت انتظر أن يتغير المشهد عند وصولي إلى أعلى قمة في مون ترامبلان ولكن حتى في هذه النقطة على أعلى جبل في اللورنتيد كان الطقس حارا جدا بالأمس ولأول مرة استمتع بالمشي والركض من دون ان يعتريني البرد القارص في قمة هذه الجبال في هذا الوقت من السنة!

كثر كانوا المتنزهين الذين قصدوا مون ترامبلان في عطلة الاسبوع المنصرم خصوصا أن أنشطة الصيف لا زالت قائمة وهي عديدة وكثيرة تحاول أن ترضي كل الأذواق وكل الأعمار الكبار قبل الصغار، إذ إن قرية مون ترامبلان السياحية أصبحت مقصد وغاية كل محب للطبيعة الكندية البهية المتألقة مع بدايات كل خريف، ويقصد قرية مون ترامبلان Village Mont Tremblant في شكل خاص الأسيويون من صينيين ويابانيين وكوريين الذين ينظمون رحلات إلى هناك لمعاينة مهرجان الألوان الذي ينظم في كل سنة يتخلله مشاغل رسم وعروض غنائية في الهواء الطلق لعدد من الفنانين الكنديين في شكل خاص فتطرب الأذن والعين معا!

وتجدر الإشارة إلى أن كيبيك شهدت أكثر من 15 يوما من درجات الحرارة فوق معدلاتها الموسميو مؤخرا وهي ظاهرة لا تتكرر إلا كل 30 عاما كما يؤكد الخبراء في الأرصاد الجوية، ويؤكد هؤلاء بأن هذه الظاهرة من موجة الحر الشديد التي تجتاح مقاطعة كيبيك حدثت أربع مرات فقط في خلال 125 سنة الماضية.

ويؤكد خبير في المناخ بأنه تطلق صفة "موجة حر شديدة" عندما تصل درجات الحرارة إلى 30 درجة ويتخطى عامل الرطوبة ال 40 درجة خلال ثلاثة أيام متعاقبة وإلى اليوم أبعد تاريخ شهدت فيه كيبيك موجة حر كان بين السابع والعاشر من أيلول وكان ذلك في العام 2002!