في المدارس الكندية عبر أنحاء البلاد، تنظّم رحلات إنسانية ثقافية إلى دول العالم الثالث لتلامذة الصفوف الثانوية من أجل تحفيز الوعي عند الأطفال الكنديين على مشاكل يعانيها أبناء بلدان الجنوب النامية بسبب الفقر والجوع والأمية، وفي هذه الرحلات يواجه الأطفال الكنديون واقعا مغايرا عن واقعهم ويشاركون الأطفال في تلك الدول اللعب واللهو ويبنون لهم آمالا جديدة ويشعرونهم بالدفء الإنساني والعاطفة ويتبادلون معهم العلم والمعرفة فتغني هذه التجربة التلامذة الكنديين وتحمل الأمل والحب لأطفال حرموا من الرعاية بسبب العوز والفقر الذي تعاني منه بلادهم!
ومن التجارب المماثلة، تجربة قام بها نحو 500 تلميذ في مدرستين حكوميتين في مدينة ادمنتون في مقاطعة ألبرتا في غرب البلاد حيث قطعوا 10 كيلومترات مشيا على الأقدام من أجل ملء أجرارهم بالمياه من نهر ساسكاتشوان الشمالي وذلك بهدف عيش واختبار وجه من وجوه الحياة الصعبة التي تعيشها بلدان أخرى!
ويندرج النشاط الذي قام به التلامذة الكنديون في إطار مبادرة "المياه من أجل الحياة" Water For Life من أجل مساعدتهم على فهم واقع يعيشه أطفال مثلهم في دول لا تتاح فيها مياه الشفة للجميع!

ويتذكر استاذ العلوم الاجتماعية روجيرز موكووا Rogers Mokua الذي شارك الطلاب تجربتهم كيف كان يقوم في طفولته مرتين في اليوم الواحد بقطع عشرة كيلومترات لاستخراج المياه في بلده الأم كينيا ويردف هذا المعلم قائلا:
لا يدرك الأطفال في كندا إلى أي مدى هم محظوظون بعيشهم في هذه البلاد الراقية، ولا يعرفون معنى أن يستيقظوا في كل صباح ويجدوا مياها نظيفة صالحة للشرب في منزلهم، وعندما يمشي أطفالنا الكنديون ساعة كاملة إلى النهر لشرب المياه وملء الأجرار فإن الحالة التي يعيشها أطفال النامية كل يوم في بلدانهم تكون أكثر قربا ووضوحا!
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.