أطفال من السكان الأصليين في مدارس داخلية للسكان البيض

أطفال من السكان الأصليين في مدارس داخلية للسكان البيض
Photo Credit: Radio-Canada

التعويض عن “حملة الستينيات”

محاولات الحكومات الكندية المتعاقبة منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي حتى منتصف ثمانينياته لمحو هوية السكان الأصليين والقضاء على ثقافاتهم ولغاتهم ودمجهم بالقوة في المجتمع الكندي بعيدا عن أهلهم وجذورهم، وصمة عار على جبين كندا، التي طالما تفاخرت بحمايتها لحقوق الإنسان.

ومحاولات محو الهوية اتخذت أشكالا مختلفة أكثرها لا إنسانية، كان اقتلاع آلاف الأطفال ، وحتى الرضع منهم، من عائلاتهم وتوزيعهم على عائلات من غير السكان الأصليين في مختلف المقاطعات الكندية ولكن أيضا في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، في ما عرف بتسمية : "حملة أو غارة الستينات".

خيمة تقليدية للسكان الأصليين
خيمة تقليدية للسكان الأصليين © EMELIE RIVARD-BOUDREAU

يقول الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية لوي بلوان :

"أحيانا كان عمر الأطفال لا يتعدى بضعة أشهر، وثمة من يؤكد أنه اقتلع من حضن أمه في المستشفى بعيد ولادته، وهو أمر لا يصدق".

للتعويض المادي عن هذه المأساة المسؤولة عنها عدة حكومات كندية، أعلنت اليوم وزيرة العلاقات مع السكان الأصليين كارولين بينيت،  التوصل إلى اتفاق يقضي بدفع تعويض  بما يقارب الثمانمئة مليون دولار، يخصص منها مبلغ مئة مليون دولار لمبادرات ومشاريع تخدم المصالحة ولتعليم الثقافة ولغات السكان الأصليين، على أن يتم توزيع سبعمئة مليون دولار على المتضررين بحيث سيتلقى كل من تضرر من تلك السياسة ما بين خمسة وعشرين ألف دولار وخمسين ألف دولار.

ويأتي الاتفاق كتسوية لثماني عشرة شكوى رفعت ضد الحكومة الفيديرالية بهذا الخصوص ومعركة قضائية استغرقت ثماني سنوات واعتبار أحد قضاة محكمة أونتاريو العليا في شباط – فبراير الماضي بأن الحكومة الفيديرالية " تنكرت لواجبها بمساعدة الأطفال على المحافظة على هويتهم"، ما فتح الطريق أمام شكل من أشكال التعويض المالي بعد قرار الحكومة بعدم الاستئناف.

السكان الأصليون
السكان الأصليون © EMELIE RIVARD-BOUDREAU

وفي تعليقها على الاتفاق – التسوية، قالت وزيرة العلاقات مع السكان الأصليين كارولين بينيت اليوم:

" إن خسارة هؤلاء لثقافتهم ولغاتهم تشكل أكبر ضرر تحمله السكان الأصليون الذين تضرروا من حملة الستسنيات ، لذلك فإن حكومتنا تعمل مباشرة لمعالجة السياسات السيئة السابقة"

لكن التعويض المالي، مهما مانت قيمته

، لا يشفي جروح الماضي كما يقول أحد المتضررين ويضيف: "يمكن للمال أن يخفف قليلا من تلك المعاناة فما جرى لم يكن عادلا وكان يجب التعويض " ويقول آخر: " لا يوجد تعويض عادل للأواصر التي قطعت واقتلاع الجذور الذي حصل وقطع علاقات الهوية مع العائلة والجماعة وليس من سعر لذلك".

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.