ولد الفنان الشامل جاسم الدندشي في إحدى مدن الضياء المنسيّة كما يقول، تلخ كلخ في سوريا وأول ما سمعته أذناه كانت تقاسيم والده على العود:
على الأريكة في الصالون، كان يجلس والدي ببيجامته الحمراء كلما عاد من عمله فيأخذ عوده ويدندن على مدى ساعة كاملة، فأطرب لسماعه وأرتقي إلى عالم عابق بالياسمين الدمشقي وأصالة الشرق العريقة...

هذه الصور لا زالت تسكن في ذاكرة الفنان السوري وتلهمه كل أشكال الفنون والأدب التي يمتهنها من رسم وخط عربي وزخرفات شرقية مبدعة وشعر وجداني يكتبه في مدينة مونتريال التي حط رحاله فيها قبل أربع سنوات وأسس فيها بيتا جميلا مع عائلته يستعيد بين جدرانه تاريخا وماضيا ترّسخ في ذاكرته.


ويبادر الفنان جاسم الدندشي إلى المشاركة في الاحتفاليات الثقافية التي تشهدها المدينة الكندية إيمانا منه بأن الثقافة هي جزء من الإندماج الناجح في وطنه الجديد سيما وأنه نصّب نفسه رسولا لدمشقاه، يرسمها ويسردها ويكتبها بأدواته كافة ليجعل منها عروسا تشتهيها كل المدن!
أنا شامي الهوى وعاشق دمشقي والمسافة بيني وبين دمشق مساحة زرقاء...وقرميد أحمر
ويثني جاسم الدندشي على الفسيفساء الحضارية التعددية الموجودة في مونتريال آملا في أن يعكسها في فنه آجلا لأنه إلى اليوم مسكون بدمشقه وهي تستنفذ كل ريشة وكل لون وكل كلمة...
حاورته في الصباح بعد شربه لفنجان القهوة بالهال، فكان صافي الذهن، بهي الحضور والكلام كعادته:
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.