تواصل الولايات المتّحدة وكندا والمكسيك إعادة التفاوض بشأن اتّفاق التبادل التجاري الحر نافتا الموقّع بين دول أميركا الشماليّة الثلاث والذي دخل حيّز التطبيق عام 1994.
وجاءت إعادة التفاوض تجاوبا مع ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفاء منه بتعهّد قطعه خلال الحملة الانتخابيّة واعتبر أنّ نافتا هو أسوأ اتّفاق من نوعه في تاريخ الولايات المتّحدة.
وعقد المفاوضون من الدول الثلاث حتّى الآن 4 جولات تفاوض كانت آخرها في واشنطن بمشاركة كلّ من وزيرة الخارجيّة الأميركيّة كريستيا فريلاند والممثّل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الاقتصاد المكسيكي الديفونسو غواهاردو.
وأشار لايتهايزر في أعقاب انتهاء الجولة إلى أنّ الدول الثلاث بحاجة إلى وقت أطول وأنّ تحديث الاتّفاق سيمتدّ حتّى عام 2018 نظرا للخلافات العميقة في المواقف.
وقدّمت الولايات المتّحدة في الأسابيع القليلة الماضية عددا من المطالب من بينها إدراج بند لإلغاء الاتّفاق في غضون خمس سنوات في حال فشلت الدول الثلاث في تجديده.

وألمح الرئيس ترامب أكثر من مرّة إلى إمكانيّة توقيع اتّفاق ثنائي بين بلاده وكندا بدل اتّفاق التبادل الحرّ الحالي بين الدول الثلاث.
لكنّ الخلافات في المواقف لم تمنع المفاوضين من الاتّفاق على استئناف جولة أخرى من المفاوضات في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، سوف تستضيفها المكسيك.
وزيرة الخارجيّة الكنديّة كريستيا فريلاند رأت أنّ الولايات المتّحدة تعمل على نسف الاتّفاق من خلال المقترحات التي وصفتها فريلاند بأنّها "غير تقليديّة" و"مزعجة".
وأشارت إلى أنّ الطلب الأميركي بإلغاء نظام إدارة العرض في قطاع الألبان والدواجن والبيض غير مقبول.
ولكنّها الوزيرة أعربت عن تفاؤلها وأكّدت على العلاقات الكنديّة الأميركيّة العادلة وأنّ الميزان التجاري ايحابيّ مع كندا وأنّ المشكلة مطروحة بالأحرى بين الولايات المتّحدة والمكسيك.
"سمعنا اليوم إشارة محدّدة حول قلق الولايات المتّحدة بشأن النتائج غير المتوازنة للعلاقات التجاريّة ومن المهمّ أن نتذكّر جميعنا أنّ العلاقات الاقتصاديّة الكنديّة الأميركيّة متوازنة للغاية ومفيدة للطرفين قالت وزيرة الخارجيّة الكنديّة".
ويقول ريمون باشان رئيس المفاوضين الكيبيكيّن في اتّفاق نافتا إنّ ثمّة منحى لكي يسير التبادل الذي تصل قيمته إلى 600 مليار دولار بين البلدين بصورة أفضل.
ويضيف في حديثه لراديو كندا أنّ اوتاوا لن تقبل المقترحات الأميركيّة في حال أصرّت واشنطن عليها.
ويشير إلى أنّ مجموعات اقتصاديّة أميركيّة تراقب عن كثب ما ستؤول إليه مواقف البيت الأبيض والكونغرس الأميركي بشأن الاتّفاق.
وقد أعرب الممثّل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر عن استغرابه وخيبة أمله لما أسماه مقاومة التغيير من قبل شركاء الولايات المتّحدة الكنديين والمكسيكيّين وأنّ البلدين يرفضان فكرة أنّ الولايات المتّحدة ترغب في إعادة التوازن إلى الاتّفاقات التجاريّة.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.