رينيه ليفيك السياسي

رينيه ليفيك السياسي
Photo Credit: راديو كندا

ثلاثون عاما على غياب زعيم الاستقلاليين الكيبيكيين

مسيرة الزعيم الكيبيكي رينيه ليفيك الاستقلالية  لم تنته بوفاته منذ ثلاثين عاما بالتمام، بالرغم من تعثرها بعد غياب القائد المؤسس الذي تحول إلى أبرز الرموز الوطنية السيادية  والاستقلالية في المقاطعة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية  في محيط أنغلوساكسوني طاغٍ في اميركا الشمالية.

مسيرة رينيه ليفيك التي أوصلته إلى رئاسة حكومة المقاطعة عام 1976 ، ولأكثر من ولاية،

بدأت من عالم الصحافة وهو في الثالثة عشرة من عمره بحيث كلف بترجمة الأخبار وبإذاعتها لاحقا في إحدى مجطات الراديو في مسقط رأسه نيو كارلايل، وعمل من ثمة مراسلا حربيا لصوت أميركا ورافق جنود الحلفاء في حملاتهم العسكرية في أوروبا ودخل مع الجيش الأميركي إلى معسكر داشو للإبادة.

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، التحق براديو كندا الدولي بصفة صحافي وأحيا برنامج "صحافيون وراء الميكروفون" ، وأصبح لاحقا رئيس قسم الريبورتاجات في هيئة الإذاعة الكندية.

وفي العام 1960 قرر خوض غمار السياسة إلى جانب الحزب الليبيرالي حيث انتخب نائبا وتم تعيينه وزيرا للموارد المائية والأشغال العامة، ومن ثم وزيرا للموارد الطبيعية ووزيرا للأسرة والرفاه الاجتماعي.

لكن شهر العسل مع الليبيراليين لم يدم طويلا، فاستقال من الحزب لخلافه مع حكومته حول مستقبل كيبيك السياسي، وشكل الحزب الكيبيكي الذي ضم مختلف الأحزاب والشخصيات ذات التوجه السيادي الاستقلالي.

أهم محطة في مساره السياسي كانت إعلانه عن إجراء استفتاء عام في العشرين من أيار – مايو 1980 حيث طلب من المواطنين الإجابة على السؤال التالي:

" : هل تمنحون حكومة كيبيك التفويض للتفاوض في الاتفاق المقترح بين كيبيك وكندا ؟ "

رينيه ليفيك الصحافي
رينيه ليفيك الصحافي © راديو كندا

والاتفاق الذي اقترحه ليفيك هو سيادة كيبيك في إطار شراكة اقتصادية مع كندا وهو يشرح مفهومه للسيادة قائلا:

"لقد أعلنت حكومة كيبيك اقتراحها بالتوصل مع باقي كندا إلى اتفاق جديد يقوم على مبدأ المساواة بين الشعوب ، وهذا الاتفاق سيسمح لكيبيك بالحصول على السلطة المطلقة في صياغة قوانينها وجمع الضرائب وإقامة علاقاتها الخارجية "

أما الشراكة فيشرحها هكذا:

"وفي الوقت نفسه الإبقاء مع كندا على شراكة اقتصادية تتضمن استعمال العملة الواحدة"،

مع تأكيده:

"كل تغيير في الوضع السياسي المتأتي عن هذه المفاوضات سيطرح على الاستفتاء الشعبي "

ويشرح ليفيك مفهومه للسيادة في لإطار الشراكة قائلا:

"ثمة غنى في كل الشعوب وكل الشعوب المكونة بصورة طبيعية  لها الحق بحرية أولا أن تطور غناها وشخصيتها الخاصة بها،، وبعدها، تنفتح على الآخرين بصورة غير مسبوقة ، نحن حاليا منعزلون في قفص وسننفتح بصورة غير مسبوقة عندما يصبح لنا وطن" ويضيف مطمئنا:

"ليس واردا بناء جدار بين كيبيك وسائر كندا فلسنا في القرون الوسطى إنما في زمن يمكن للجيران المتمدنين التعاون والتبادل ولكن عندمما يكونون أحرارا في وطنهم"

لكن الكيبيكيين خيبوا آماله فرفضوا الانفصال لكنهم بالمقابل أعادوا انتخابه رئيسا للحكومة عام 1981 .

تنحى رينيه ليفيك واعتزل السياسة في أعقاب نشوء خلافات داخل حزبه عام 1985، وبقيت جملته المشهورة التي قالها في أعقاب خسارة الاستفتاء، بريق أمل للإستقلاليين:

"إن فهمتكم جيدا فأنتم تقولون: إلى المرة المقبلة

راديو كندا الدولي –  مواقعاستمعوا

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.