هذا الصوت هو لرجل ليبي ينادي لبيع البشر في المزاد العلني، في ليبيا، وفي القرن الحادي والعشرين وكأننا ما زلنا في القرون الوسطى.
فقد قامت شبكة سي إن إن الأميركية بإخفاء كاميرا داخل أحد المنازل حيث يتم البيع بالمزاد وصورت فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه المنادي لبيع رجلين " قويين يمكنهما العمل في المزرعة " كما يصفهما المنادي. أربعمئة، خمسمئة، ستمئة...ليستقر البيع بقيمة ألف ومئتي دينار ليبي أي ما يقارب الألف والمئة والعشرين دولارا كنديا . وقد سجل التحقيق المصور بيع اثني عشر رجلا في بضع دقائق.
ما الذي أوصل هؤلاء البشر إلى بيعهم بالمزاد العلني؟
يجيب الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية سيباستيان بوفي:
"عشرات آلاف الأفارقة يهربون سنويا من النزاعات أو الأوضاع الاقتصادية المتردية في أوطانهم الأم متوجهين إلى ليبيا على أمل عبور البحر الأبيض المتوسط للجوء إلى إحدى الدول الأوروبية. لكن تشدد السلطات الأوروبية في ملف اللاجئين، وتشدد شرطة خفر السواحل الليبية في المراقبة، تمنع البواخر من الإبحار وتعيد الساعين للجوء إلى الأراضي الليبية رغما عنهم فيتحولون إلى عبيد يباعون بالمزاد لعدم امتلاكهم المال"

وليست هي المرة الأولى التي يتم فيها كشف هذا الواقع المرير، ففي نيسان – أبريل الفائت، نشرت المنظمة الدولية للهجرة معلومات مفصلة حول بيع البشر في ليبيا .
ويختصر الناطق بلسان المنظمة الدولية للاجئين ليوناردو ويل الشهادات التي سمعها:
" يحرقون قناني مياه شرب صغيرة ويتركون البلاستيك المحترق يذوب ويسيل على جسد العبد ومن ثم يتصلون بذويه لدفع فدية"
اما الذين يتمكنون من الإفلات من البيع في المزاد العلني فيوضعون في مراكز اعتقال تضم آلاف المعتقلين من النيجير ومالي ونيجيريا وغانا وغامبيا والسينيغال بانتظار إعادتهم إلى بلدانهم.
يقول جان نيكولا بيرسك ممثل المفوضية العليا للاجئين في كندا إن في ليبيا عدة فصائل مسلحة تسيطر على مناطق مختلفة ما يجعل التحقق من من ظروف الاعتقال أمرا صعبا جدا ويضيف:
"هناك حوالي ثلاثين مركز اعتقال رسمي وثمة مراكز اعتقال غير شرعية تديرها مختلف الفصائل المسلحة وقد أبلغنا الرأي العام والسلطات الرسمية بهذا الواقع وبظروف الاعتقال السيئة جدا ونحن ننظم رحلات جوية لإعادة اللاجئين إلى بلدهم وتمكنا من إعادة ثمانية آلاف وثمانمئة منهم إلى بلدانهم السنة الماضية.
ويبقى السؤال المقلق: هل بات الإنسان سلعة تباع وتشترى على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وفي القرن الحادي والعشرين؟
راديو كندا الدولي - هيئة الإذاعة الكندية
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.