مرة أخرى تتعرض مصر إلى هجوم إرهابي عشوائي حاقد وغير مسبوق في تاريخ البلاد أسفر عن سقوط ما لا يقل عن مئتين وخمسة وثلاثين قتيلا وأكثر من مئة جريح غالبيتهم العظمى من المصلين في مسجد الروضة التابع للصوفيين في العريش، محافظة شمال سيناء.
مرة أخرى يثبت الإرهابيون قدرتهم على التحرك والأذى بالرغم من كل الإجراءات الأمنية وعزل منطقة سيناء .
تقول مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في الشرق الأوسط من بيروت، ماري إيف بيدار:
"تم الهجوم القاتل قبيل بدء صلاة الجمعة في مسجد يبعد مئة وخمسين كلمترا عن القاهرة . وعلم أن المهاجمين وصلوا إلى المكان على متن سيارة رباعية الدفع وعددهم أربعة بحسب الجيش المصري" وتضيف:
" بدأوا الهجوم بتفجير قنبلتين ومن ثم بإطلاق النار على المصلين، ويبدو أنهم بقوا في المكان حتى وصول سيارات الإسعاف لتقديم المساعدة للجرحى، فعمدوا إلى مهاجمتها وتعطيل تقديم الإسعافات اللازمة، والمستشفيات حاليا ملأى بالجرحى".
الاعتداء بهذا العنف اعتداء غير مسبوق بالرغم من وقوع عدة اعتداءات منذ العالم 2013 ، تقول بيدار وتوضح:
" كان السائد حتى الآن الاعتداء على عناصر الأمن ودوريات الشرطة وكنائس الأقباط لكنها أول مرة يتم فيها الاعتداء على أحد المساجد. ولا بد من الإشارة إلى أن المسجد تابع للمتصوفين والحركات الإسلامية الأصولية تعتبر الصوفية بدعة دينية.
وفي رد الفعل على الهجوم، قامت الطائرات المصرية المقاتلة بقصف المنطقة كما تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي متوعدا بأن " القوات المسلحة والشرطة ستثأر للشهداء وأضاف بنبرة غضب لم تخلُ من التحدي : " سنرد على هذا العمل بقوة غاشمة".
وحذر من أن الحادث "يهدف إلى تحطيم معنويات المصريين"، قائلا إن "هذا العمل الإرهابي الآثم يزيدنا صلابة وقوة" في مكافحة الإرهاب". وأعلنت الحكومة الحداد لثلاثة أيام.
يبقى أنه، بالرغم من عدم قيام أي تنظيم مسلح بتبني هذا الاعتداء حتى الآن، فبصمات التنظيمات الأصولية المتطرفة واضحة، ما يطرح أكثر من سؤال مقلق حول مستقبل الصراع في مواجهة التطرف الإسلامي وما إذا كانت مصر ستصبح الساحة البديلة عن العراق وسوريا.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.