ثمة رأي سائد وهو أن العنف الأسري والعنف الزوجي يقتصران على المجتمعات المتخلفة أو النامية. لكن الواقع مختلف، فالمجتمعات المتطورة والغنية، كالمجتمع الكندي مثلا، تعاني هي الأخرى، ولو بدرجة أقل، من هذه الظاهرة المتفشية في معظم المجتمعات.
وتتعدد أسباب العنف الأسري والزوجي، من غيرة مفرطة، إلى "غسل الشرف" و"محو" العار، إلى ترسبات من طفولة معنفة، إلى ما هنالك من أسباب اجتماعية ونفسية وشخصية تتضافر كلها وتقود إلى ارتكاب العنف الذي يؤدي أحيانا إلى الوفاة.
وفي محاولة لوضح حد لتلك المآسي ، أعلن وزير الأمن العام الكيبيكي مارتان كواتو اليوم عن إنشاء الحكومة الكيبيكية لجنة للتحقيق في الوفيات الناجمة عن العنف الأسري والزوجي، على أن تبدأ أعمالها مطلع السنة المقبلة وتقدم بيانا سنويا، وستدرس الظروف التي تقود إلى الوفاة بهدف تحديد عوامل الخطر وإيجاد سبل للوقاية.
وتم تعيين الرئيسة العامة للمحققين في الوفيات في كيبيك كاترين تيسييه رئيسة للجنة . وهي تحدد طريقة عمل اللجنة وأهدافها في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية. تقول:
" لقد سعينا للاستعانة بخبراء لنفهم بصورة أفضل ظاهرة العنف الزوجي الذي يؤدي إلى الوفاة لأن محققي حوادث الوفاة لا يتدخلون إلى عند وقوع وفيات ، وأعتقد أنه خلال دراسة تلك الوفيات سنحاول فهم كيفية تطور تصعيد العنف في العائلة أو بين الزوجين ومحاولة معرفة ما يمكن أو يجب القيام به للحؤول دون أن يؤدي ذلك إلى الوفاة". وتضيف:
"سنسعى تحديد من هم المعتدون، من هي الضحايا ماذا فعل المجتمع أو قصّر للحؤول دون وقوع هذه المآسي وما يمكن فعله، وسنعمل على تحديد عوامل الخطر والنزعات المستجدة ووضع استراتيجيات للعمل لمنع وقوع هذه الوفيات، وتقديم توصيات ".
وبالرغم من نقص في الموارد المالية، فاللجنة قادرة على التحرك سيما وأنها لجنة رسمية تابعة للحكومة ما يفتح أمامها الكثير من الأبواب:
" نحن لدينا وصول إلى كافة الملفات ، إلى الملفات الطبية للمتوفين وكذلك إلى ملفات الشرطة وسواها، وبالتالي لدينا السبل لفحص كل ذلك بصورة معمقة"
يبقى أن مكافحة العنف الأسري والوزجي تبدأ في المدرسة المفروض فيها تعليم احترام الآخر وحرياته وتستكمل في كنف الأسرة لتنعكس إيجابا على المجتمع.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.