تصور نفسك محتجزا طوال ست ساعات داخل طائرة جاثمة على مدرج المطار، بدون مكيف للهواء، ومع نفاذ مياه الشرب والطعام . تصور وضع الأطفال وأهلهم، والقلق الذي يساورك جراء هذا الوضع الصعب وخاصة إذا كنت تعاني من الكلوستروفوبيا أي رهاب الاحتجاز.
هذا ما تعرض له ركاب طائرتين تابعتين لشركة الطيران ترانسات في الحادي والثلاثين من شهر تموز – يوليو الماضي عندما اضطرت رحلتان جويتان متوجهتان من بروكسل وروما إلى مطار مونتريال إلى الهبوط في مطار أوتاوا الدولي جراء سوء الأحوال الجوية في مونتريال.
أمس وبخت وكالة النقل الكندية شركة الطيران ترانسات لما جرى ولعدم سماحها للركاب بمغادرة الطائرتين وفرضت الوكالة في القرار الذي أعلنته أمس غرامة مالية بقيمة مئتين وخمسة وتسعين ألف دولار لتوزيعها على المتضررين.
على ماذا ارتكزت وكالة النقل لإصدار قرارها؟
يجيب الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية في العاصمة أوتاوا جيل تايون :
" ارتكزت الوكالة على تأخر رحلة طائرتين واحدة من بروكسل إلى مونتريال ظلت متوقفة في المطار طيلة ست ساعات والثانية من روما إلى مونتريال التي ظلت متوقفة خلال أكثر من أربع ساعات . واعتبرت الوكالة أن شركة الطيران لم تحترم واجباتها تجاه المسافرين ، وتركت هامش تحرك واسع لطياريها لاتخاذ قرار عدم السماح للركاب بمغادرتها.
تعليقا على قرار وكالة النقل تقول كيم لوكلير ديزونييه، إحدى المسافرات على متن الطائرة من روما إلى مونتريال:
"المسألة ليست مسألة مال إنما مسألة تتعلق باحترام الزبون المسافر وأخذه بعين الاعتبار. أنا لم أتلق أي رد من شركة ترانسات منذ تقديمي الشكوى ولا أدري كيف أداروا هذا الوضع، وقرار وكالة النقل هو بمثابة بلسم للمسافرين".
وزير النقل الكندي مارك غارنو أعرب عن تعاطفه مع المسافرين المتضررين وقال إن هذا هو سبب تضمين قانون النقل سي 43 إلزام وضع قانون أو شرعة لحقوق المسافرين لمختلف أنواع المشاكل التي يتعرض لها المسافرون وهو يقول:
"يجب أن يكون واضحا أن بعد توقف الطائرة لمدة ثلاث ساعات، يجب السماح للركاب بمغادرتها وإعطائهم معلومات كل نصف ساعة وتأمين الهواء المكيف وتمكينهم من استعمال المراحيض وتوفير الطعام والمياه طبعا"
من جهتها كررت الشركة تقديم اعتذارها من الركاب الذين عاشوا وضعا صعبا مؤكدة عزمها على عدم تكرار مثل تلك الحوادث.
من جهته يعتبر البروفسور جيل لوفاسور أستاذ علم الإدارة في جامعة أوتاوا أن القرار الذي اتخذته وكالة النقل يشكل سابقة ويضيف:
" هذه المرة إيرترانسات لم تقم بواجبها تجاه المسافرين وعلى سائر شركات الطيران أن تعتبر أن المعايير نفسها تنطبق عليها.
يبقى أن شرعة المسافرين أقرها مجلس النواب الفيديرالي وهي حاليا أمام مجلس الشيوخ لدراستها، ولكن يبدو أن الأمور لا تتحرك بما فيه الكفاية لإقرارها نهائيا .
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.