جرّاح القلب الجنوب افريقي كريستيان برنار/ Getty Images / Stan Meagher

جرّاح القلب الجنوب افريقي كريستيان برنار/ Getty Images / Stan Meagher

خمسون عاما على زرع القلب: التقنيّات تتطوّر و النقص في عدد المانحين

يصادف الثالث من كانون الأوّل ديسمبر 2017 ذكرى مرور 50 عاما على أوّل عمليّة زرع قلب في العالم.

ففي مثل هذا اليوم، نجح الطبيب وجرّاح القلب من جنوب افريقيا  كريستيان برنار في إجراء عمليّة زرع قلب لإنسان.

وأجريت الجراحة لرجل في الرابعة والخمسين من العمر، لويس واشكانسكي الذي كان يعاني من مرض في القلب غير قابل للشفاء.

وتلقّى واشكانسكي قلب  قلب دونيز دارفال ابنة العشرين عاما التي توفّيت في حادثة سير.

لكنّه ما لبث أن فارق الحياة بعد 18 يوما على الجراحة.

وتطوّرت تقنيّات الطبّ مع الوقت وأنقذت عمليّة زرع القلب عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم.

لويس واشكانسكي أولّ مريض خضع لعمليّة زراعة قلب تحت المراقبة الطبيّة/Getty Images

لويس واشكانسكي أولّ مريض خضع لعمليّة زراعة قلب تحت المراقبة الطبيّة/Getty Images

وبعد ستّة أشهر على العمليّة التي قام بها كريستيان برنار، أجرى الطبيب الكندي بيار غروندان جراحة مماثلة في معهد علوم القلب في مونتريال.

وحلّ المعهد من بين عشر مستشفيات كانت الأولى حول العالم في إجراء الجراحة بعد الطبيب الجنوب افريقي.

وقد أجرى العمليّة الطبيبان بيار غروندان وجيل لوباج يساعدهما عشرة أطبّاء.

وتلقّى رجل في الخامسة والخمسين من العمر قلب سيّدة في الثامنة والثلاثين توفّيت في حادثة سير.

وقد فارق المريض الحياة بعد نحو 24 ساعة.

يقول الطبيب وجرّاح القلب ميشال كارييه من معهد أمراض القلب في مونتريال إنّ زراعة القلب أحدثت ثورة في عالم الطبّ وفتحت الباب أمام  زرع أعضاء أخرى غير القلب.

ويمكن القول إنّها كانت عمليّا بطوليّا في ستّينات القرن الماضي.

وأثارت حماس الكثير من الأطبّاء حول العالم، ولكنّ العقبة الكبرى كانت تكمن في رفض الجسم للأعضاء المزروعة.

ويضيف الدكتور كارييه قائلا إنّ المعلومات الطبيّة حول الوقاية من رفض الجسم للقلب ومراقبة الرفض وتشخيصه لم تكن متوفّرة في حينه ولم تكن متطوّرة بما يكفي.

وكان المرضى يموتون بعد أيّام أو أشهر من رفض حادّ لم يكن الطبّ قادرا على ضبطه يقول جرّاح القلب الكندي ميشال كارييه.

الطبيب الجنوب اقريقي كريستيان برنار ينظر إلى صورة أشعّة لصدر لويس واشكانسكي
الطبيب الجنوب اقريقي كريستيان برنار ينظر إلى صورة أشعّة لصدر لويس واشكانسكي © AFP/ANP

ولكنّ هذه العقبات لم تحل دون مثابرة عدد من الأطبّاء حول العالم لفهم اسباب رفض الحسم للقلب المزروع.

وفي الثمانينات، أحدث تطوير الأدوية ثورة على صعيد معالجة أسباب رفض الاعضاء المزروعة حسب الطبيب الكندي ميشال كارييه.

ولكنّ النقص في عدد الأعضاء الموهوبة دفع بالأطبّاء إلى اعتماد تقنيّة زراعة قلب اصطناعي كما يقول جرّاح القلب بيار غروندان .

ونسبة نجاح عمليّات زراعة قلب إنسان مرتفعة وتبلغ ما بين 70 و80 بالمئة. ولكنّ الصعوبة تكمن في الحصول عليه.

فعندما يحتاج الطبيب إلى زرع قلب، تكون الحاجة ملحّة ولا يمكن الانتظار حتى العثور على مانح كما يقول الدكتور غروندان.

وتجدر الاشارة إلى أنّ مليونين و400 ألف كندي يعانون من أمراض القلب على اختلافها.

وغنيّ عن القول إنّ تطوّر علاج أمراض القلب وتقنيّات الجراحة تساهم في إنقاذ حياة الكثير من المرضى حول العالم.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:دولي، صحة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.