الأمر يبدو مستغربا. فخطط مكافحة الفقر توضع عادة للدول والمجتمعات الفقيرة والنامية، وليس لدول ومجتمعات غنية من مثل كندا ومقاطعة كيبيك. وثمة اعتقاد خاطئ بأن كل أفراد تلك المجتمعات يعيشون في بحبوحة، بينما الواقع مختلف. طبعا، مسألة الفقر نسبية ويختلف مفهومها بين مجتمع وآخر، فالمعدل الوسطي للحد الأدنى للأجور في كندا مثلا هو حوالي ثلاثة عشرة دولارا لساعة عمل واحدة، وهو ربما ما يتقاضاه العامل في الدول النامية في يوم أو أسبوع عمل، وخط الفقر هنا هو حوالي ثمانية عشر ألف دولار سنويا، وهو بدون شك مرتفع عن خط الفقر في الدول النامية. ولكن مع ذلك، فثمة متسولون على الطرقات ومشردون وملاجئ لإيوائهم في كبريات المدن الكندية من مثل مونتريال وتورونتو وفانكوفر.
أمس أعلن وزير العمل والتضامن الاجتماعي في مقاطعة كيبيك فرانسوا بليه خطة خمسية لمكافحة الفقر في المقاطعة لاقت ترحيبا في معظم الأوساط وانتقادا في أوساط المعارضة لأن تطبيقها يمتد على مدى خمس سنوات.
لماذا خطة خمسية؟ يجيب الوزير في مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية:
" الخطط عادة تكون خمسية وهذه ثالث خطة نقدمها. فالخطة الأولى والثانية سمحت بإخراج مئة وأربعين ألف كيبيكي من حالة الفقر ، وبخاصة العائلات ، والخطة الحالية ستسمح يإخراج مئة ألف مواطن من حالة الفقر وبصورة مستدامة، وأشدد على كلمة مستدامة، وللمرة الأولى، سنتمكن من تحقيق الهدف الذي وضعه البرلمانيون منذ خمسة عشر عاما أي أن نكون ضمن مجموعة الدول الأولى الأفضل في التعامل مع مسألة مكافحة الفقر في مجتمعاتها".
لكن ثمة من يعتبر أن الخطة لا تهدف إلى إخراج المواطنين من حالة الفقر إنما لإرغامهم على العمل. يجيب الوزير فرانسوا بليه:
" إنها طبعا خطة تعزز الاستقلالية الاقتصادية، ومن الضروري في الحياة والمجتمع أن يتمكن كل منا من تحقيق اكتفاء اقتصادي ذاتي، والأمر طبعا أصعب بالنسبة للبعض عما هو عليه بالنسبة للبعض الآخر إذ هناك من يواجه عقبات كبيرة في إيجاد عمل ، وهؤلاء سنساعدهم أفضل مما فعلناه في الماضي ليصلوا إلى عتبة الفقر المحددة لكل شخص بمدخول يصل إلى 18 الف دولار سنويا وسنزيد دخله بخمسة آلاف دولار كما سنساعده للعودة إلى سوق العمل أو العودة إلى مقاعد الدراسة "
ولكن أليس أفضل طريقة لتحسين ظروف عيش الفقراء هي رفع معدل الحد الأدنى للأجور؟
يجيب وزير العمل والتضامن الاجتماعي في مقاطعة كيبيك فرامسوا بليه في ختام حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية:
كيبيك هي أفضل مكان حاليا في كندا لمن يتقاضى الحد الأدنى للأجور لأنه إضافة إلى الحد الأدنى، هناك التعويضات العائلية وإضافات مالية على مدخول العمال الفقراء ، وتلحظ الخطة التي قدمناها مبلغ مئتين وستين مليون دولار ما نسميه مكافأة على العمل، ما يمكّن العمال الفقراء من تحسين ظروف حياتهم.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.