للمرة الأولى في تاريخ كندا توجَّه لرئيس الحكومة تهمة مخالفة المناقبية التي يخضع لها النواب والوزراء وأعضاء مجلس الشيوخ.
فقد اعتبرت مفوضة المناقبية ماري داوسن في التقرير الذي رفعته أمس بشأن التحقيقات التي قامت بها حول العطلات التي قضاها رئيس الحكومة جوستان ترودو وعائلته على الجزيرة الخاصة التي يمتلكها الزعيم الروحي للإسماعيلية آغا خان في جزر البهامس، أن ترودو خالف عدة بنود من قانون تضارب المصالح الكندي جراء قبوله ما وصفته المفوضة بـ "هدية" من الآغا خان.
أين المشكلة في قبول ترودو ثلاث دعوات في ضيافة الآغا خان؟
تجيب المراسلة السياسية لهيئة الإذاعة الكندية في أوتاوا فاني أوليفييه:
""لأنه من الممكن الاعتقاد بأن هذه العطلات قدمها الآغا خان للتأثير على جوستان ترودو كرئيس للحكومة سيما وأن الأغا خان ومؤسسته مسجلة في مكتب رئاسة الحكومة كمجموعة ضغط ".
وثمة تهمة أخرى وجهتها مفوضة المناقبية لترودو كما تقول الصحافية فاني أوليفييه:
"المفوضة تلومه أيضا للسفر على متن طائرة غير تجارية تابعة للآغا خان وهذا ما يمنعه القانون بصورة واضحة جدا"

ما موقف رئيس الحكومة من هذه الاتهامات؟
سارع جوستان ترودو إلى التعليق، فقبل اللوم واعترف بمسؤوليته الخاصة في هذه القضية دون أن يعتذر. قال:
"كانت بالنسبة لي مناسبة لزيارة صديق لقضاء وقت عائلي ولكن، وطبعا بعد أن عرفنا ما عرفناه اليوم، وبالنظر إلى تقرير المفوضة، كان علي بدون شك أن أتحقق مسبقا. وفي المستقبل سأتحقق مسبقا"
ومن الواضح أن ترودو يصر على اعتبار الآغا خان صديقا للعائلة لكن هذا ليس رأي مفوضة المناقبية ، فمن المهم أن نعرف أن في القانون استثناء يسمح للنائب قبول هدايا من صديق ، لذلك يركز ترودو على صداقته مع الأغا خان . وصحيح أن والد رئيس الحكومة الحالي، رئيس الحكومة الأسبق بيار إليوت ترودو كان صديقا للآغا خان منذ نهاية الستينيات وقضت عائلتاهما عطلة أسبوعين في الجزر اليونانية عام ثلاثة وثمانين، ولكن منذ ذلك التاريخ حتى العام 2013، أي خلال ثلاثين عاما، لم يلتق جوستان ترودو الآغا خان سوى مرة واحدة يوم دفن والده، ما يعني أنهما ليسا صديقين بالمعنى المقصود في القانون "
من جهتها تلقفت أحزاب المعارضة هذا اللوم لتوجه سهامها لرئيس الحكومة والحزب الليبيرالي الحاكم.
قال أندرو شير زعيم حزب المحافظين المعارض:
يوما بعد يوم يشبه ترودو وحزبه الليبيرالي الحكومات الليبيرالية السابقة ، فالليبيراليون يعتقدون أن ثمة قوانينا لهم ولأصدقائهم وقوانينا للآخرين".
يبقى أن عطلة الأعياد، التي سيقضيها ترودو وعائلته في الجبال الصخرية، ستخفف وطأة الضغط عليه ولكن ما من شك أنها ستكون على رأس لائحة المواضيع التي ستثيرها المعارضة عند العودة من العطلة وبدء الدورة الشتوية لمجلس العمووم الكندي
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.