أثارت ادّعاءات التحرّش الجنسي التي لحقت بشخصيّات عديدة معروفة في أوساط الفنّ والاعلام والسينما موجة من الاستياء ودفعت بالكثير من النساء حول العالم إلى كسر حاجز الصمت والحديث عن قصصهن وتجربتهنّ .
وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تشجيع الكثيرات على تجاوز عقدة الخوف والخجل والبوح بأسرار متعبة ظلّت مكتومة لسنوات طويلة في بعض الأحيان.
وقد انطلقت حملة "أنا أيضا" في أعقاب فضيحة الادّعاءات بالتحرّش الجنسي التي تواجه المخرج السينمائي الأميركي الكبير هارفي وانستين في تشرين الأوّل اكتوبر الماضي.
زميلتنا ماريز جوبان من القسم الفرنسي في راديو كندا الدولي أجرت مقابلة حول الموضوع مع يولاند كوهين الأستاذة في قسم التاريخ التابع لجامعة كيبيك في مونتريال.
تقول كوهين إنّ الحملة بالغة الأهميّة بدليل توسّع رقعة انتشارها وسرعة النتائج التي أدّت إليها.

وقد أدّت إلى سقوط شخصيّات كبيرة من عالم الأعمال والاعلام و الفنّ في هوليود وسواها تحت وطأة اتّهامات من قبل نساء تعرّضن للتحرّش أو للاعتداء الجنسي.
و كانت هنالك شكاوى من أكثر من امرأة في بعض الحالات بحقّ شخص تحرّش بهنّ أو اعتدى جنسيّا عليهن.
وترى كوهين، على ضوء خبرتها في الحركات النسويّة عبر التاريخ الحديث أنّ حملة "أنا أيضا" مدهشة ومحيّرة في آن.
وهي مختلفة عن الحركات الاجتماعيّة التقليديّة التي تتطلّب خلق تنظيمات واتّحادات لمتابعة مطالب المرأة.
ولكن الحملة هذه المرّة أعطت نتائجها بسرعة علما أنّ الادّعاءات بالتحرّش طاولت شخصيّات مهمّة ومعروفة فقدت عملها نتيجتها.

وتتحدّث الأستاذة في جامعة كيبيك في مونتريال يولاند كوهين عن شجاعة النساء والجرأة في الحديث عن تجربتهنّ الفرديّة.
وتضيف بأنّ الفرديّ تحوّل حركة جماعيّة ساهمت في زعزعة عرش امبراطوريّة منتج هوليود الكبير هارفي وانستين.
وكبرت كرة الثلج وأطاحت الحملة برؤوس كبيرة في مجالات عديدة لم يكن أحد يتوقّع أن ينال أحد منها.
وساهمت الحملة في فرض واقع جديد رافض للتحرّش الجنسي بحزم ونجحت حيث لم تنجح القوانين والاجراءات المفروضة في أكثر من دولة لمنعه ومعاقبة مرتكبيه كما قالت الأستاذة في قسم التاريخ في جامعة كيبيك في مونتريال يولاند كوهين.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.