موسم الأعياد مناسبة لمساعد الآخرين ومد يد العون للمحتاجين منهم والمحرومين. وتزداد الحاجة لتصبح ملحة لمئات المشردين الين يفترشون الأرصفة بالرغم من البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة ، كما هي الحالة في معظم المناطق الكندية اليوم ،وعلى مدى الأيام القليلة المقبلة حيث تصل الحرارة في بعض المناطق إلى أربعين درجة تحت الصفر.
كم هوعدد المشردين الذين سيقضون الليل في العراء؟
تجيب الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية كارين باستيان:
"من الصعب معرفة عدد المشردين الذين سيقضون الليل مفترشين شوارع وسط مدينة مونتريال ففي العام 2015 قامت بلدية المدينة بإجراء مسح لعدد المشردين فيها فبلغ حوالي ثلاثة آلاف مشرد غالبيتهم العظمى يمضون الليل في ملاجئ مخصصة وقد اتخذت إجراءات خاصة لاستقبالهم".
وانخفاض درجات الحرارة يرفع عدد المحسنين ومنهم رجل جاء إلى أحد الملاجئ حاملا بعض الحاجيات لمشردين ينامون بالقرب من مبنى البلدية وهو يقول:
" لأننا نعرف أن البرد سيكون قارسا جدا خلال الأيام المقبلة لذلك فكرنا بإعطاء بعض الأشياء التي لم نعد نستعملها لمن هم بحاجة إليها"

وتقول امرأة أخرى:
" رأينا رجلا منذ قليل يبحث عن حذاء ولكن ليس لدينا كل القياسات ونجد صعوبة في الطلب منه باستعمال حذاء أصغر أو أكبر من قياس رجله أو العودة لاحقا لرؤية ما سيصلنا"
كما يقول أحد القيمين على استقبال المشردين في الملاجئ: نحن بحاجة كبيرة لمعاطف شتوية، وكذلك لأحذية شتوية في حالة جيدة جدا لأنهم يمشون كثيرا في الخارج" ويضيف:
"عادة نفتح الأبواب الساعة الثانية بعد الظهر ولكن عندما تتدنى درجة الحرارة إلى ما دون العشرين درجة تحت الصفر، أو أقل مع عامل الرياح، نفتح الأبواب في الواحدة بعد الظهر كما أننا أضفنا أربعة وعشرين سريرا لفترة الشتاء حتى تتضاءل نسبة رفض المشردين في الملجأ"
وفي ملجأ أولدبيري تم اتخاذ إجراءات خاصة كما تقول إحدى المتطوعات:
"إذا كان اللاجئون من المدمنين على الخمر أو المخدرات، فنقوم ببحث عن مكان لهم في ملجأ إيكسود المخصص للمدمنين وفي حال عدم توفر أمكنة، نبقيهم بيننا.
هذا ويزداد خطر تقرحات اليدين جراء البرد القارس كما تقول المسعفة فاليري ترامبليه:
"" إن ارتفاع نسبة الكحول في الدم يزيد مستوى انخفاض الحرارة في الجسم فلا يعود المدمن يدرك أنه مصاب بالبرد ومن جهة ثانية يخسر بسرعة أكبر حرارة الجسم ما يستدعي المزيد من
الاهتمام بتلك الحالات".
يبقى أنه إذا كانت الدول الغنية مثل كندا تعاني من مشكلة التشرد، فكيف تواجه الدول الفقيرة والنامية هذه المشكلة الإنسانية بامتياز؟
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.