
خفّت وتيرة الاحتجاجات على الضائقة الاقتصادية وضد السلطة الحاكمة في إيران التي انطلقت من مشهد، ثانية كبريات مدن البلاد، في 28 كانون الأول (ديسمبر) الفائت.
قد تكون السلطات الإيرانية نجحت إلى حد كبير في استيعاب هذه الاحتجاجات، الأوسع منذ عام 2009، لكنها تبدو منقسمة بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها للرد على الاستياء الشعبي الذي كان وراء انطلاق الاحتجاجات. واليوم أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، المحسوب على ما يُعرف بالتيار الإصلاحي، أنّ "من الخطأ القول بأن مطالب الشعب تقتصر على المسائل الاقتصادية (...)"، مضيفاً أن "للناس مطالب اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية".
وأكد الرئيس الإيراني، الذي لا يتمتع سوى بسلطة محدودة مقابل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، أن للشعب حق النقد والاعتراض، وأنّ الانتقاد مفيد وبنّاء للبلد.
وخصصت اليوم الصحف الإصلاحية وصحيفة "إيران" الحكومية الصفحة الأولى لقرار المجلس البلدي في طهران التابع للإصلاحيين بتخصيص مكان عام للتجمعات والاحتجاجات على غرار حديقة "هايد بارك" في لندن.
لكن صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة انتقدت "الإصلاحيين المزعومين الذين يريدون تغيير طبيعة المشكلة". "لقد نسوا أن الناس (...) تظاهروا ضدهم في البدء"، كتبت "كيهان".

وفي ردود الفعل الدولية أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالاً هاتفياً بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لإطلاعه على آخر مستجدات ملف إيران. وبحسب بيان للبيت الأبيض، فقد "اتفق الرئيسان على أن انتشار نطاق المظاهرات الإيرانية هو مؤشر على فشل النظام الإيراني في تلبية احتياجات شعبه، وتبديده ثروة البلاد على تمويل الإرهاب والاقتتال في الخارج".
وكان النائب العام الإيراني محمد جعفر منتظري قد اتهم واشنطن وإسرائيل والمملكة السعودية بالوقوف وراء أعمال العنف التي أوقعت 21 قتيلاً على الأقل، معظمهم من المتظاهرين، منذ انطلاق الاحتجاجات.
إلى أين يتجه الوضع في إيران؟ وهل بإمكان الحركة الاحتجاجية الذهاب بعيداً دون قائد لها؟ وكيف تنظر الولايات المتحدة إلى الاحتجاجات في هذا البلد الذي يعتبرها عدوةً له منذ وصول الملالي إلى سدة الحكم فيه قبل نحو أربعة عقود؟ محاور تناولتها اليوم في حديث مع الباحث السياسي العراقي الدكتور هيثم هادي الهيتي المقيم في واشنطن.
رابط ذو صلة:
ماذا يجري في إيران؟ 10 أسئلة لكي نفهم ما يجري (من موقع راديو كندا)
(أ ف ب / راديو كندا / الجزيرة)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.