تظاهرة مناهضة للعنصرية في مونتريال

تظاهرة مناهضة للعنصرية في مونتريال
Photo Credit: Radio-Canadá

“العالم من أحسن إلى أحسن”

بالرغم من الحروب والخلافات الدولية والتهديدات الأمنية، فالعالم ، في فجر السنة الجديدة، يسير من أحسن إلى أحسن: فالفقر إلى تراجع والأمية كذلك، وعدد المتمكنين من التحصيل العلمي واستخدام وسائل الاتصالت إلى ارتفاع مطرد، لم تشهد البشرية مثيلا له، يقول المحرر في لو دوفوار فراسوا بروسو.

وفي سياق مختلف، العنصرية ومعاداة المسلمين وسائر الأقليات العرقية والدينية في كندا تتسبب بانقسامات مجتمعية وتغذي ردود الفعل وتظهر المجتمع كما لو أنه بأكمله مجتمع متطرف وعنصري، كما تقول المحررة في صحيفة مونتريال ليز رافاري التي تؤكد أن الغالبية العظمى من المسلمين لا تسعى سوى للعيش بسلام.

مقالان من الصحافة الكندية :

تحت عنوان: "أخاطبكم أنتم أيها العنصريون"، كتبت ليز رافاري في صحيفة مونتريال تقول:

نعم أنتم، أعضاء تلك الأقلية الكثيرة الضجة الذين يفاخرون علنا بكرههم للمسلمين واليهود والتاميل والسود والأسيويين على شبكات التواصل الاجتماعي أو على صفحات الرأي الحر في وسائل الإعلام.

أنتم الذين يغذي جهلكم القذر المتشددين الذين يستعملون أقوالكم لتسويد وجه كيبيك. فصحيح أننا نتمتع في كندا بحرية تعبير كبيرة، ولكن لا يوجد أي مجتمع حضاري يقبل الدعوات العلنية إلى الحقد والعنف.  أتحدث بغضب، صحيح. فقد كتبت أمس عن مطالبة مجموعة ضغط، يعتبر الكثيرون أنها تعتنق إيديولوجية الإخوان المسلمين، لإعلان التاسع والعشرين من كانون الثاني – يناير، يوما لمكافحة الإسلاموفوبيا وهو يوم الاعتداء على مسجد كيبيك الكبير منذ سنة بالتمام، لكن رجلا واحدا هو الكسندر بيسونيت متهم بارتكابها، وليس الشعب الكيبيكي بأسره. إذ لسنا زمرة من العنصريين .

وتتساءل: هل يجب أن أكف عن الكتابة عن الإسلام السياسي لأن الكثيرين لا يميزون بين الإسلاميين والمسلمين؟

وكم مرة يجب أن نردد ونكرر أن غالبية الكنديين المسلمين هم أناس عاديون مثلي ومثلك لا يسعون سوى للعيش بسلام والعمل على تربية أولادهم ليصبحوا مواطنين مثاليين مع احتفاظهم على شيء من ثقافتهم الأصلية؟

وتتابع ليز رافاري: ثلثا الكيبيكيين المسلمين لا يذهبون أبدا للصلاة في المساجد وكثيرون من المسلمين يصومون رمضان انطلاقا من روابط ثقافية، تماما كما يحتفل غير المؤمنين بعيد الميلاد فلماذا يزعجكم هذا الواقع؟ وكلما اتهم غير المتسامحين الناس العاديين بالتطرف، كلما دفعوا بهم إلى اللجوء إلى جماعاتهم لحماية أنفسهم، تخلص ليز رافاري مقالها في لو جورنال دو مونتريال.

التغلب على الفقر عبر محو الأمية وإقامة التعاونيات
التغلب على الفقر عبر محو الأمية وإقامة التعاونيات © Radio-Canada/Anyck Béraud

وفي سياق مختلف، كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار فرانسوا بروسو تحت عنوان: "من أحسن إلى أحسن" يقول:

العالم يسير من أحسن إلى أحسن، وهذه ليست نكتة أو مزحة. فبالرغم من استمرار الحرب في سوريا والقصف السعودي لليمن، ومجزرة الروهينغا، ورغم الفوضى والجنون السائدين في البيت الأبيض وتهديدات دونالد ترامب وكيم جونغ أون النووية المقلقة ، ورغم المخاوف من التغيرات المناخية والملاذات الضريبية وتعاظم الفوارق الاجتماعية، فلم يشهد التاريخ يوما هذا العدد المرتفع من البشر المتمكنين من تحصيل العلم واستخدام وسائل الاتصالات والقادرين على الحصول على المأكل والسكن ، ولا مرة في تاريخ البشرية، تراجعت الأوبئة التي اجتاحت البشرية خلال العقود والقرون الماضية وحتى اختفت من الوجود فوياء الجدري الذي كان شاغلا كبيرا للوساط الطبية منذ أقل من خمسين عاما، اختفى اليوم، والملاريا تراجعت بنسبة ستين بالمئة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية ، ووفاة الأطفال في تراجع كبير.

ويتابع فرانسوا بروسو: نسبة تعلم الفتيات في أسيا وإفريقيا انتقلت من خمسة وعشرين بالمئة إلى خمسين بالمئة، ونسبة الفقراء تراجعت من مليارين إلى مليار وكذلك نسبة الأمية تراجعت من خمسين بالمئة إلى خمسة عشر بالمئة

ويعدد بروسو عدة قطاعات أخرى شهدت تقدما ليخلص إلى القول: في مطلع هذا العام دعونا نلاحظ هذه الثابتة المتمثلة بتقدم البشرية بالرغم من كل المآسي.استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.