أحد شوارع دمشق بعيدا عن الحرب

أحد شوارع دمشق بعيدا عن الحرب
Photo Credit: Omar Sanadiki / Reuters

تغطية الحروب في الشرق الأوسط دونها مخاطر وعقبات

تغطية الحروب والنزاعات العسكرية عمل صحافي محفوف بالمخاطر وعلى أكثر من صعيد، فالمراسل الحربي مهدد كل لحظة بالقتل أو الاختطاف من طرف أي من التنظيمات المتقاتلة أو النظام القائم ومعرض للاتهام بالعمالة لهذا الفريق أو ذاك، ناهيك عن ضرورة إتقانه جغرافيا المناطق والجهة المسيطرة عليها والتحالفات القائمة وتاريخ النزاعات والخلافات .

مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في الشرق الأوسط ومقرها بيروت، ماري إيف بيدار موجودة حاليا في مونتريال للمشاركة في الاجتماعات واللقاءات السنوية لمراسلي هيئة الإذاعة الكندية عبر العالم ، وهي تستعرض في حديث إلى راديو كندا، صعوبة تغطية الحروب في الشرق الأوسط وسوريا تحديدا. تقول:

" أكبر صعوبة تواجهنا في الشرق الأوسط هي كونه منطقة تكثر فيها الاستقطابات والصراعات وحيث ينظر إلى عملنا نحن الصحافيين عادة وللأسف على أنه اتخاذ موقف وتأييد لفريق ضد آخر. وبالنسبة إلى سوريا، فإن إعطاءنا حق الكلام لمجموعة ما، تنظر له المجموعة الأخرى المعارضة لتلك الجهة على أنه دعم لها. ولأننا أعطينا الكلام لمجموعات متمردة وللاجئين يعارضون النظام في الخارج  تعتبر الحكومة وكأننا اتخذنا موقفا ضدها. وبالتالي فالحصول حاليا على تأشيرة دخول، خاصة وأن الحكومة استعادت سيطرتها على الحدود بات الأمر أكثر تعقيدا.

ماري إيف بيدار
ماري إيف بيدار © راديو كندا

وعن الوضع الحالي في سوريا في أعقاب القصف على غوطة دمشق الشرقية وسقوط عدة قتلى وجرحى، ما يعني استمرار الحرب تعلق ماري إيف بيدار:

"للأسف سوريا شكلت استثناء خلال العام الفائت بمعنى أننا شاهدنا تراجع "الدولة الإسلامية" والقضاء عليها كليا في العراق وبالرغم من بقاء قنوات سرية للمسلحين، فقد فقدت" الدولة الإسلامية" كل الأراضي التي كانت تسيطر عليها وانتهت المعارك في العراق خلال السنة الماضية باستثناء سوريا واليمن حيث يشن تحالف  دول الخليج بقيادة السعودية حربا بلا رحمة على الحوثيين " وتتابع:

"بالنسبة إلى سوريا فما زالت عدة مجموعات من المعارضة متواجدة على الأرض. فالأمور كانت معقدة منذ بداية  الحرب الأهلية لمعرفة هويات التنظيمات المعارضة وتحالفاتها التي تبدلت عدة مرات وبالتالي ما زال في بعض مناطق سوريا بعض من تلك التنظيمات المعارضة لحكومة بشار الأسد الذين يواصلون القتال في ضواحي دمشق وهذه الجيوب ستستمر بالقتال خلال هذا العام".

ماري إيف بيدار في العراق
ماري إيف بيدار في العراق © راديو كندا

وماذا عن مفاوضات السلام المزمع استئنافها قريبا؟ تجيب بيدار:

" ستستمر مفاوضات السلام بمشاركة روسيا وإيران اللتين تدعمانها، مع حكومة بشار الأسد الذي لم يعد مهددا أبدا بالتخلي عن السلطة. والسؤال هل ستتمكن تلك المفاوضات  من إسكات المدافع؟ وهل سنشهد مفاوضات حقيقية تفسح المجال لمشاركة لتلك التنظيمات التي كانت تطالب بتغييرات في المجتمع السوري؟

وتخلص مراسلة هيئة الإذاعة الكندية ماري إيف بيدار حديثها لراديو كندا بالتأكيد على أن  هذه السنة ستكون سنة وضع حد للنزاع على طاولة المفاوضات.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.