حملة مكافحة التحرّش الجنسي التي انطلقت منذ فترة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أثارت ردود فعل كثيرة ولا تزال.
وانقسمت الآراء من الحملة التي انطلقت في أعقاب فضيحة التحرّش التي طاولت المنتج الأميركي المعروف وصاحب النفوذ في عالم الفنّ في هوليوود هارفي وانستين.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة لوموند رسالة وقّعتها مجموعة من الممثّلات والكاتبات والصحافيّات الفرنسيّات، تدافع عن حقّ الرجال في مغازلة المرأة.
وتندّد الرسالة بما وصفته العودة إلى التزمّت وترى أنّ مغازلة المرأة ليست جريمة وتدعو إلى عدم الخلط بين المغازلة والاعتداء الجنسي.
"في الواقع، أثار هاشتاغ أنا أيضا في الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حملة من الوشاية والاتّهامات العلنيّة لأشخاص لم تُترك لهم إمكانيّة الردّ والدفاع عن أنفسهم ووٌضعوا في مصاف المعتدين حنسيّا تقول الرسالة"
وتتعارض الرسالة التي شكّلت مفاجأة للكثيرمع أهداف حملة "أنا أيضا" لمكافحة التحرّش الجنسي.

ممثّلات قلن إنّهن تعرّضن للتحرّش الجنسي من قبل المنتج الأميركي هارفي واينستين/ Reuters
وكانت مكافحة التحرّش محور اهتمام خلال حفل توزيع جوائز غولدن غلوب الذي جرى نهاية الأسبوع الفائت في هوليود.
وألقت الممثّلة ومقدّمة البرامج والشخصيّة العالميّة اوبرا وينفري كلمة في الحفل أكّدت فيها على أهميّة إسماع صوت المرأة.
وأشادت بشجاعة النساء اللواتي تحدّثن علنا عن تجربتهنّ ومعاناتهنّ من التحرّش الجنسي .
وهنا في كندا، أعلنت الحكومة عن عزمها على التأكّد من أنّ المؤسّسات الثقافيّة والفنيّة التي تحصل على التمويل تروّج للأمن والسلامة في محيط العمل.
وجاء قرارها في أعقاب فضائح و ادّعاءات بالتحرّش طاولت شخصيّات كنديّة معروفة في عالم الفن.

مقدّمة البرامج والممثّلة الأميركيّة والشخصيّة العالميّة اوبرا وينفري تتحدّث في حفل جوائز غولدن غلوبPaul Drinkwater/NBCUniversal via Getty Images
تقول الصحافيّة ليلي بوافير في حديث لراديو كندا إنّ الرسالة تتحدّث عن الحريّة الجنسيّة لدى الرجل وليس لدى المرأة.
وتصوّرالمرأة في العلاقة الجنسيّة وكأنّها الطريدة والرجل هو المطارد.
وهذا النموذج في التفكير ظهر من خلال الرسالة، وهو يستهوي البعض اللواتي بنين حياتهنّ الجنسيّة حول هذه الأسطورة كما تقول الصحافيّة ليلي بوافير.
وتستغرب بوافير الربط بين حملة "أنا أيضا" لمقاومة التحرّش الجنسي والتزمّت خصوصا أنّ النساء اللواتي شاركن في الحملة يطالبن بعلاقة جنسيّة متحرّرة تكون فيها المرأة على قدم المساواة مع الرجل بدل أن تكون العلاقة مفروضة عليها من الرجل كما تقول.
وتتحدّث الصحافيّة باسكال نافارو عن ثقافة مختلفة بين فرنسا وكيبيك على هذا الصعيد.
وترى أنّ الرسالة المنشورة في صحيفة لو موند لا تتطرّق إلى موازين القوى التي هي في صلب حملة "أنا أيضا" و في صلب التحرّش الجنسي الذي جرى التكتّم حوله.
والموقف شخصيّ ويخصّ موقّعي الرسالة أكثر من كونه يعكس معاناة المرأة التي تكون مرغمة أحيانا كثيرة على تحمّل الاستغلال الجنسي لتكسب رزقها كما تقول الصحافيّة باسكال نافارو.
والرسالة تفتقد إلى الحجج والبراهين فضلا عن أنّ عدم التطرّق إلى موازين القوى يفقدها زخمها حسب قول الصحافيّة.
وترى أنّ حملة "أنا أيضا" اكتسب القوّة بفضل مشاركة شخصيّات بارزة وقويّة فيها، تجرّأن للحديث عن تجربتهنّ الشخصيّة لأنّهن في موقع قوّة.
ولم يكن باستطاعتهنّ فضح التحرّش عندما تعرّضن له لأنّهن تحديدا كنّ يفتقدن إلى موقع القوّة واضطررن للصمت وتحمّل المعاناة.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.