تستعد كندا لإحياء الذكرى السنوية الأولى للهجوم المسلح على المسجد الكبير في مدينة كيبيك التابع للمركز الثقافي الإسلامي في عاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه. ففي 29 كانون الثاني (يناير) 2017 فتح الشاب الكيبيكي أليكساندر بيسونيت النار على المصلين في المسجد موقعاً ستة قتلى وتسعة عشر جريحاً.
لكن الذكرى السنوية الأولى لهذه المجزرة تأتي وسط جدل قوي، لاسيما في مقاطعة كيبيك. فـ"المجلس الوطني للمسلمين الكنديين" (Conseil national des musulmans canadiens)، وهو منظمة غير حكومية، كتب لرئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو طالباً منه إعلان 29 كانون الثاني (يناير) "يوماً وطنياً لإحياء الذكرى وللعملِ ضد الإسلاموفوبيا".
رئيس الحكومة الكندية، وفي مقابلة صحفية مطلع السنة الجديدة، لم يستبعد فكرة تحويل إحياء ذكرى الاعتداء على مسجد كيبيك إلى يوم وطني ضد الإسلاموفوبيا، لكنه لم يزل يدرس الموضوع ولم يعطِ جواباً نهائياً بعد.
وفي مقاطعة كيبيك أعلن رئيس الحكومة الليبرالية فيليب كويار هذا الأسبوع معارضته لإعلان يوم وطني ضد الإسلاموفوبيا، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية إحياء الذكرى بشكل جماعي مع التأكيد على "الالتزام ضد ظاهرة العنصرية والتمييز".
وكان الحزب الكيبيكي وحزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك، وهما على التوالي حزب المعارضة الرسمية وحزب المعارضة الثاني في الجمعية الوطنية الكيبيكية، قد أعلنا معارضتهما ليوم وطني ضد الإسلاموفوبيا، فيما دعم الفكرة حزب التضامن الكيبيكي اليساري التوجه.
تناولتُ هذا الموضوع مع الدكتور حسّان جمالي، وهو كاتب ومدرّس متقاعد يقيم في مقاطعة كيبيك منذ أربعة عقود ويتناول في كتبه ومقالاته مواضيع الدين والمجتمع وتحديات اندماج المهاجرين العرب والمسلمين في المجتمع الكندي، وبشكل خاص في المجتمع الكيبيكي، وله مؤلفات عديدة في هذا المجال من بينها "مسلم في الغرب"، باللغة العربية، و"القرآن والانحراف السياسي" بالفرنسية، كما شارك في وضع كتاب "الإسلاموفوبيا" بالفرنسية أيضاً.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.