مقاتل من "الجيش السوري الحر" المدعوم من أنقرة يحمل علم تركيا وهو يقوم أمس بمهمة حراسة على طريق قرب مدينة أعزاز في شمال غرب سوريا قرب الحدود التركية / عثمان أورسال / رويترز

سوريا: ما حدود العملية العسكرية التركية ضد الأكراد؟

تمكنت القوات التركية وقوات "الجيش السوري الحر" المدعومة من أنقرة من انتزاع عدد من القرى من "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة عفرين الواقعة في شمال غرب سوريا.

وكانت القوات التركية قد أطلقت يوم السبت الفائت عملية "غصن الزيتون" في المنطقة المذكورة الواقعة تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب" المدعومة من واشنطن والتي تصفها أنقرة بـ"الإرهابية" وبأنها الجناح السوري لـ"حزب العمال الكردستاني". ودخلت أمس دبابات تركية وجنود أتراك هذه المنطقة الواقعة على مسافة نحو 130 كيلومتراً إلى الغرب من نهر الفرات.

وتأتي هذه العملية العسكرية في أعقاب إعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") المسلح عن إنشاء "قوة أمنية حدودية سورية" يشكل الأكراد عمودها الفقري وتنتشر على الطرف الشرقي من نهر الفرات بهدف منع عودة المسلحين الجهاديين. وتسبب هذا الإعلان بغضب شديد في أنقرة.

وقال اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة مصرة على المضي قدماً في عملية "غصن الزيتون"، مؤكداً وجود اتفاق بين بلاده وروسيا بشأنها.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن هدف العملية العسكرية هو إقامة "منطقة آمنة" على الحدود مع سوريا بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.

من جهتها دعت وزارة الخارجية الأميركية تركيا لـ"ضبط النفس"، لكن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس قال إن أنقرة أبلغت واشنطن عن العملية العسكرية في عفرين قبل البدء بها، ورأى أن القلق الأمني التركي "مشروع".

ومن جهتها أعربت موسكو عن "قلقها" داعيةً لـ"ضبط النفس"، وطلبت باريس اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي حول العملية العسكرية في عفرين ودعت تركيا لوقفها.

متظاهرون أكراد أمام السفارة الروسية في بيروت يحتجون اليوم على العملية التركية ضد الأكراد في شمال غرب سوريا حاملين أعلام "حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" فيما رفع أحدهم صورة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان كُتب عليها "إرهابي" / جمال السعيدي / رويترز

وأدان الرئيس السوري بشار الأسد أمس العملية العسكرية التركية، معتبراً إياها امتداداً لسياسة أنقرة في دعم "التنظيمات الإرهابية" منذ اندلاع النزاع في بلاده عام 2011.

وجاء تصريح الأسد غداة نفي مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية "جملةً وتفصيلاً ادعاءات النظام التركي بإبلاغها بهذه العملية العسكرية" بعد تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قال فيها "أبلغنا خطياً النظام السوري" بالهجوم على عفرين.

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد أكد الخميس أن سلاح الجو السوري جاهز "لتدمير" الطائرات التركية في حال شنها أي هجوم على عفرين.

ما حدود العملية العسكرية التركية ضد الأكراد في سوريا؟ طرحتُ السؤال على الناشط والمدوّن الكندي السوري الدكتور محمد محمود في حديث أجريته بعد ظهر اليوم.

(أ ف ب / رويترز / بي بي سي / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.