التاسع والعشرون من كانون الثاني – يناير من العام الماضي كان يوما أسود في تاريخ التعايش بين مختلف الإتنيات والأديان والأعراق في كيبيك وكندا جراء إقدام شاب على مهاجمة مسجد كيبيك الكبير وإطلاق النار على المصلين ما أودى بحياة ستة أشخاص.
سنة مرت والكيبيكيون، أفرادا وجماعات ومسؤولين سياسيين ودينيين عملوا على تضميد الجراح بالرغم من ارتفاع الشكاوى من اعتداءات حاقدة طاولت المسلمين خاصة
بدأت اليوم فعاليات إحياء ذكرى الاعتداء على مسجد كيبيك الكبير التي تسببت، منذ سنة بالتمام بمقتل ستة أشخاص وجرح عشرين آخرين وأدت، من جهة، إلى ارتفاع حدة الخطاب ، ومن جهة ثانية إلى موجة من التعاطف والدعوات إلى فتح حوار مستمر حول العلاقات مع المسلمين الكيبيكيين والتلاقي.
والسؤال اليوم: هل من علاقة بين حادث الاعتداء على المسجد الكبير في كيبيك وارتفاع مظاهر التعصب؟
يجيب الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية كلود برونيه:
"ثمة وقائع تثير القلق على الأقل ظاهريا. فقد أفادت شرطة مدينة كيبيك أن عدد الجرائم والحوادث الحاقدة ضد المسلمين تضاعف السنة الماضية من واحد وعشرين إلى اثنين وأربعين . من جهته أكد المركز الكندي لمكافحة التطرف أن عدد الشكاوى من جرائم حاقدة ارتفع بثلاثة أضعاف وهذا يطاول بصورة رئيسة المسلمين. ومنذ حادث الاعتداء نظمت مجموعات من اليمين المتطرف، من مثل منظمة لا موت ثلاث تظاهرات للتنديد بما يعتبرونه "أسلمة المجتمع الكيبيكي"
هل الاعتداء عزز مشاعر الحقد ضد المسلمين؟ أستاذ الحقوق والحريات في جامعة لافال لوي فيليب لامبرون يعتقد عكس ذلك ويؤكد أنه هدّأ الأجواء ويضيف:
"عندي انطباع بأن حادث الاعتداء في كيبيك شكل مناسبة للكثيرين للاعتراف بالذنب وأنهم كانوا يبالغون في الإسلاموفوبيا وأن للكلام تأثيرا وعواقب.
ولكن كيف يمكن تفسير ارتفاع عدد الشكاوى من الاعتداءات الحاقدة؟
يجيب الصحافي كلود برونيه:
"هناك فرضية أن الاعتداء عزز حرية التعبير ما سمح بالتخلي عن الصمت حول الإسلاموفوبيا وما يفسر ارتفاع الشكاوى
وعن الانعكاسات الإيجابية لهذا الاعتداء، إذا كان من إيجابية، يقول كاديا تولافال من كرسي ابحاث العلاقات بين الإتنيات والثقافات في جامعة كيبيك في شيكوتيمي:
"أعتقد أن موجة التعاطف خلقت ثقة في أوساط المسلمين وسمعنا خطابا سياسيا أكثر تشددا وهذه الإرادة السياسية ساهمت في القول للمسلمين إن بوسعنا التخاطب وثمة أمر مطمئن وهو أن المسلمن باتوا يتجرأون على الكلام.
يبقى أن ما حصلَ حصل، وللأسف، لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكن المهم العمل المشترك للحؤول دون تكراره.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.