يوم تلقّى زياد دويري نبأ ترشيح فيلمه "قضيّة رقم 23" لجائزة اوسكار، كانت لحظة فرح غامرة وكان الخبر جيّدا جدّا كما يقول في مقابلة أجريتها معه من نيو يورك.
ولكن، بدل أن يدفعه الخبر للتفكير نحو الأمام ونحو المرحلة المقبلة، اعاده إلى الوراء، إلى التحدّيات التي واجهته عندما قرّر خروج الفيلم في لبنان.
ويستعيد الأستاذ دويري المرحلة الصعبة التي مرّ بها عندما صدر له فيلم "الصدمة" الذي قاطعته أكثر من دولة عربيّة.
ويعرب عن ارتياحه لأنّ الدولة اللبنانيّة "كانت معنا هذه المرّة" كما يقول بعد أن كانت ضدّه في عام 2013.
"مجتمعنا قاس مع شعبه، وأنا لا أتكلّم فقط عن الحكومات وإنّما أيضا عن الشعب يقول السينمائي اللبناني زياد دويري".
ويشير ردّا على سؤال بأنّ فيلمه دراما قضائيّة وقد أدرك منذ البداية أنّه سيتمّ تصوير المشاهد داخل قاعة المحكمة وأنّه وضع الصراع اللبناني في محكمة من خلال بطلي الفيلم وهما لبناني مسيحي وفلسطيني.
وأبعد من الخلاف بين شخصين، يطرح الفيلم أبعادا أعمق، ويتكلّم عن مصالحة مع الذات.
ويشير السينمائي اللبناني الأميركي الفرنسي في حديثي معه إلى أنّه تربّى في عائلة تدافع عن حقوق الفلسطينيّين خلال الحرب التي كانت دائرة في لبنان، وتصوّر المسيحيّين بأنّهم انعزاليّون وأعداء لبنان.

الفنّان عادل كرم في مشهد من فيلم قضيّة رقم 23/AZ Films
وكبر مع هذه اللغة ليكتشف بعد ذلك أنّ لدى المسيحيّين وطنيّة كبيرة وأنّهم دافعوا عن وطنهم.
ويأخذ على المجتمعات العربيّة أنّها ذكوريّة ومجحفة بحق المرأة، ودور المرأة في فيلمه يمثّل الثقل الموازن لدور الرجل.
ويرى أنّ المجتمعات العربيّة سوف تتحسّن عندما تصل المرأة فيها إلى مراكز القوى.
فيلم "قضيّة رقم 23" وعنوانه بالفرنسيّة L’insulte معروض مرّة جديدة في صالات السينما في مونتريال.
وتتولّى شركة AZ Films للتوزيع السينمائي توزيع الفيلم ايضا في عدد من الصالات في مديتي تورونتو وكيبيك.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.