عقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون مؤتمراً صحفياً مشتركاً في أنقرة صباح اليوم، غداة اجتماع بينهما مساء أمس دام أكثر من ثلاث ساعات استعرضا خلاله العلاقات المتردية بين بلديهما العضويْن في منظمة حلف شمال الأطلسي ("ناتو").
وأكد اليوم تيلرسون أمام الصحفيين على أن للولايات المتحدة وتركيا "الأهدافَ نفسها في سوريا"، وهي تتمثل بإلحاق هزيمة نهائية ودائمة بتنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح ("داعش") والتوصلِ إلى حل سياسي للنزاع في سوريا على أساس مفاوضات جنيف.
وأضاف تيلرسون أن واشنطن تتفهم هواجس تركيا بشأن منطقة مَنبج في سوريا وغيرِها من المناطق الحدودية. "قطعت الولايات المتحدة لتركيا تعهدات من قبل ولم تفِ بالكامل بتلك الالتزامات. سنعالج ذلك من خلال مجموعة العمل وسيكون لمنبج الأولوية"، قال تيلرسون.
وتقع مدينة منبج في شمال سوريا على مسافة نحو 30 كيلومتراً إلى الغرب من نهر الفرات، وتسيطر عليها قوات من "وحدات حماية الشعب" الكردية (YPG) المدعومة من واشنطن والتي تصفها أنقرة بـ"الإرهابية"، وتتمركز فيها أيضاً قوات أميركية.
من جهته قال جاويش أوغلو إن الاجتماع مع تيلرسون اتسم بالإيجابية وأخذ بعين الاعتبار المخاوف المشتركة من خلال تكوين فرق عمل تعمل على تذليلها.
ودافع وزير الخارجية التركي عن العملية العسكرية التي تقودها بلاده في منطقة عفرين في شمال غرب سوريا وقال إنها ضرورية لحماية الأمن القومي التركي.
وطالب جاويش أوغلو بانسحاب القوات الكردية المتواجدة في منبج. وقال مسؤول تركي لوكالة "رويترز" للأنباء إن أنقرة اقترحت انتشاراً عسكرياً تركياً أميركياً مشتركاً في منبج على أن يلي انسحاب "وحدات حماية الشعب" الكردية منها.

قوات تركية قرب جبل برصايا في شمال شرق منطقة عفرين الواقعة في شمال غرب سوريا، في صورة مأخوذة في 22 كانون الثاني (يناير) الفائت / خليل عشاوي / رويترز
ويواصل الجيش التركي عملية "غصن الزيتون" ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة عفرين في شمال غرب سوريا التي بدأها في 20 كانون الثاني (يناير) الفائت. وتسانده في هجومه فصائل من "الجيش السوري الحر" المناهض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتمكنت القوات المهاجمة من السيطرة على عدة مرتفعات وعلى عدد من البلدات والقرى في هذه المنطقة البالغة مساحتها نحواً من أربعة آلاف كيلومتر مربع والتي لا تتصل جغرافياً بسائر المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية في سوريا. وليس للولايات المتحدة من جنود في هذه المنطقة.
لإلقاء مزيد من الأضواء على زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى تركيا اتصلتُ في اسطنبول بالباحث والمحلل السياسي الأستاذ أوكتاي يلماز.
(راديو كندا / رويترز / الحرة / أ ب / أ ف ب / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.