قصّة الكنديّ ايليّا صيقلي مع تسلّق الجبال وبلوغ أعلى قمم العالم جاءت من باب الصدفة.
ودفعه شغفه بالتسلّق إلى تقاسم تجاربه الكثيرة وخبرته مع آلاف الشباب حول العالم كما يقول في مقابلة أجريتها معه.
وايليّا صيقلي مولود في اوتاوا لأب لبناني وأمّ كنديّة، ولكنّه لا يتحدّث اللغة العربيّة.
ويروي في حديثي معه مرحلة المراهقة الصعبة التي عاشها و تسرّبه من المدرسة.

ايليّا صيقلي فوق سفوح جبل افريست/Pasang Kaji Sherpa
ويقول إنّه بدأ بالعمل مع والده في الانتاج التلفزيوني وهو في السابعة عشرة من عمره، وأدرك أنّه يعشق التصوير، وكان محظوظا كما يقثول عندما التقى بشخص غيّر له مجرى حياته وبدأ بفضله بتسلّق الجبال وتوثيق الرحلات إلى قمّة افريست.
"كنت محظوظا لأنّي التقيت بشخص غيّر حياتي. وكان بطلا عالميّا في رفع الأثقال ورياضة القوّة، وعلّمني أن اؤمن بنفسي وعلّمني قيم الانضباط والتفاني، وتابعني حتّى أصبحت بطلا في رياضة القوّة وكسرت الرقم القياسي العالميّ قال ايليّا صيقلي".

فريق المتسلّقين العرب تحت قمّة افريست/ايليّا صيقلي
وقد ذهب إلى مخيّم للمتسلّقين في افريست لتوثيق رحلة الطبيب الكندي شون ايغن الذي رغب في أن يكون الكندي الأكبر سنّا الذي يتسلّق قمّة افريست.
لكنّ الطبيب توفّي في ظروف مأساويّة كما يقول ايليّا صيقلي.
ودفعت به الحادثة الأليمة للعودة مجدّدا لتسلّق جبل افريست وأخذ رماد صديقه إلى القمّة وتصوير وثائقي حول الرحلة هو بمثابة إرث للدكتور ايغان كما قال ضيفي ايليّا صيقلي.

ايليّا صيقلي ولافتة مكوب عليها "التسلّق من أجل لبنان"/Dawa Tening Sherpa
وكن شاهدا على حادثتين مأساويّتين وقعتا خلال رحلتي تسلّق، واسفرت الحادثة الأولى التي تزامنت مع الزلزال الذي ضرب نيبال عام 2015 عن مصرع 22 شخصا وإصابة 52 آخرين بجروح.
وتوفّي في الحادثة الثانية 16 دليلا Sherpa ونجا هو شخصيّا بأعجوبة كما قال لي.
وأتاح له تسلّق جبل افريست فرصة الالتقاء بأشخاص مميّزين، والتقى بصورة خاصّة بمجموعة من المتسلّقين العرب، من بينهم الشيخ القطري محمّد آل ثاني ورها محرّق ، أوّل امرأة سعوديّة تتسلّق جبل افريست والفلسطيني رائد زيدان وهم جميعا متسلّقون موهوبون.
وأنتج ايليّا صيقلي السينمائي والمصوّر والمتسلّق مجموعة من الحلقات التلفزيونيّة وثّق فيها الرحلة للتلفزيون القطري، ونال عنهاعام 2014 جائزة النسر الذهبي التي تمنحها الأكاديميّة الروسيّة للفنون الجميلة.

ايليّا صيقلي في مهمّة إغاثة لرجل نيبالي/ Malu Velze
ويتحدّث ايليّا صيقلي المولود في اوتاوا لأب لبناني وامّ كنديّة عن الرحلة التي قام بها مع والده إلى لبنان عام 2008 وكيف شكّلت مرحلة مهمّة في حياته.
وكانت تجربة مميّزة أمكنه من خلالها التعرّف إلى لبنان، وإلى الأهل والأقارب وإلى عادات وتقاليد لم تكن غريبة تماما عنه كما يقول.
ويقول إنّه وقع في حبّ لبنان وزادته الرحلة رغبة في التعاون مع متسلّقين من أصول عربيّة .
ويؤكّد متسلّق الجبال و السينمائي إيليّا صيقلي أنّ الرحلة الأولى التي قام بها إلى نيبال غيّرت نظرته إلى الحياة وفتحت عينيه على أهميّة العطاء وإمكانيّة التوفيق بين المغامرة والتربية والأعمال الخيريّة.
وأطلق برنامجا بعنوان العثور على الحياة Finding life ينقل من خلاله الشباب في رحلات تربويّة افتراضيّة تصل إلى الآلاف منهم بفضل التطوّر التكنولوجي.
كما تعاون مع هيئة أجيال السلام في مهمّة لتعزيز التقارب الاجتماعي والسلام بين الشباب والتربية على بناء السلام.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.