ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان/رويترز

السعودية على طريق الحداثة، ولكن…

بعد عقود طويلة من التشدد المجتمعي والديني والسياسي، خاصة على الصعيد الداخلي، تخطو المملكة العربية السعودية خطواتها الأولى، والتي تبدو ثابتة، على طريق الحداثة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إطار خطة " رؤية 2030 " الطموحة.

ما هي أهداف هذه الخطة وركائزها؟

تجيب مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في الشرق الأوسط ماري إيف بيدار الموجودة  حاليا في الرياض:

"رؤية 2030" يجسدها ولي العهد السعودي الشاب الأمير محمد بن سلمان الذي يحتكر شيئا فشيئا السلطة في المملكة. هي رؤية لمملكة سعودية أكثر حداثة ترتكز على ثلاث ركائز أساسية: بداية الركيزة الاجتماعية التي نلاحظها في مختلف المراسيم الملكية التي تم اعتمادها خلال السنة الماضية ومنها منح المرأة حق قيادة السيارة في السعودية وهي الدولة الوحيدة التي لا تسمح للمرأة بقيادة السيارة بعد. والأمر سيتغير في غضون بضعة أشهر، إضافة إلى مجموعة من القرارات والإجراءات للسماح للسعوديين بحياة عامة أكثر سهولة عبر إنشاء سلطة للترفيه لتنظيم كل أنواع الأنشطة الترفيهية منها فتح صالات سينما. ونلاحظ إقامة مجموعة ضحمة من الأنشطة والمهرجانات في المدن السعودية الرئيسية  ما لم تشهده المملكة في السابق ومعارض للسيارات مع اقتراب موعد السماح للنساء بالقيادة وكل ذلك يمثل الركيزة الأولى على طريق تحديث المجتمع السعودي، وتضيف:

" الركيزة الأساسية الثانية هي الاقتصاد. فسنة بعد سنة نشرت المملكة خططا اقتصادية تركز على أهمية تنويع مصادر الدخل التي تؤمن غالبية مداخيلها من النفط وبالرغم من هذا الواقع لم تعمد أبدا في السابق على وضع خطط لتغيير هذا الواقع ومن شأن "رؤية 2030" أن تسمح للملكة بتطوير عدة قطاعات اقتصادية وهي إحدى الأسباب الرئيسية التي تدفع بولي العهد إلى زيارة الواصم الكبيرة ومنها واشنطن غدا الثلثاء لاجتذاب الرساميل والاستثمارات الأجنبية"

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان/رويترز

وعن الركيزة الثالثة تقول ماري إيف بيدار

"الركيزة الثالثة هي حسن الإدارة وإعادة هيكلة الحكومة ومكافحة الفساد وشهدنا مجموعة من الإجراءات التي تم اعتمادها بمبادرة من ولي العهد لإصلاح الحكومة "

وتؤكد مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في الشرق الأوسط ماري إيف بيدار أن التغييرات المجتمعية باتت ظاهرة في شوارع المدن التي كانت في السابق شبه خالية وتضيف:

"باتت المرأة تشغل حيزا أوسع وهذا جزء مهم من سياسة الترويج التي تعتمدها الحكومة  ونشعر به منذ وصولنا حيث تسعى الحكومة إلى جعلنا نرى النساء والتحدث إليهن إلى النساء العاملات والنساء اللواتي يتحضرن للقيادة واللواتي يمارسن أنشطة رياضية كانت ممنوعة حتى الآن .

لكن هذا التطور لا يلقى ترحيبا لدى الجماعات المحافظة جدا تقول بيدار وتضيف:

" ما يزعج المحافظين هو تقليص سلطات الشرطة الدينية بصورة كبيرة الذين كانوا متواجدين في الشوارع ومراكز التسوق  لفرض احترام العادات والتقاليد والشريعة، ولم تعد لهم السلطة على فرض أي شيء من مثل فرض الحجاب وتوقيف من لا يمتثل لأمور كانت حتى الآن ممنوعة وبما أن هذه القوانين صادرة عن المراجع العليا،  فقلما نشهد معارضة لها خوفا من العقاب"

وتخلص مراسلة هيئة الإذاعة الكندية ماري إيف بيدار حديثها إلى هيئة الإذاعة الكندية بالقول:

" هي خطوة للأمام على طريق المجتمع الليبيرالي ولكن، بحسب العديد ممن تحدثنا معهم، أدى ذلك إلى تراجع ملحوظ في مجال حرية التعبير. وإجراءات التغيير تلك مصحوبة بموجة من القمع شهدناها خلال حملة اعتقال أكثر من مئتي رجل أعمال وأمراء من الأسرة الحاكمة تحت شعار مكافحة الفساد التي يعتبر البعض أن هدفها الحقيقي هو إبعاد كل الطامحين إلى الخلافة."

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.