القبعات الزرقاء / رويترز

وأخيرا، قوات سلام كندية إلى مالي

وأخيرا، وبعد مرور حوالي سنتين على قرار الحكومة الكندية بالمشاركة في قوات سلام دولية انطلاقا من تعهد رئيس الحكومة جوستان ترودو خلال الحملة الانتخابية بعودة كندا إلى الساحة الدولية، أعلنت الحكومة أمس عزمها على الالتحاق بمهمة سلام مستمرة منذ حوالي أربع سنوات في مالي، وهي المهمة الأكثر كلفة على صعيد عدد الضحايا بحيث قتل مئة واثنان وستون عنصرا من القبعات الزرقاء منذ العام 2013. ولم تكشف الحكومة عن عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم ، وعلم أن كندا سترسل مروحيتين من طراز شينوك وأربع مروحيات من طراز غريفون في مهمة تستغرق اثني عشر شهرا ابتداء من آب – أغسطس المقبل.

جوسلان كولون/راديو كندا

القرار أثار تحفظا وانتقادا في أوساط المعارضة التي طالبت الحكومة بطرحه على المناقشة في مجلس العموم الكندي، كما خيب آمال بعض الخبراء السياسيين ومنهم الباحث والخبير في الشؤون الدولية، جوسلان كولون الذي شغل منصب مستشار لدى وزير الخارجية السابق ستيفان ديون وهو يقول ردا على سؤال حول ما إذا كان القرار خيب آماله:

" لا، ليس القرار على مستوى المطلوب بما أن الحكومة أعلنت في آب – أغسطس من العام 2016 سياستها المتعلقة بإرسال قوات سلام دولية وكانت طموحة جدا وخلال خريف العام 20ذ6، وجزء من صيفه، عملنا على إعداد عدة سيناريوهات لنشر القوات في إفريقيا، ومالي كانت بين تلك الدول، ويمكنني القول إن السيناريو المتعلق بإرسال قوات سلام كندية كان جاهزا في نهاية العام 2016 ."

لماذا تأخر الإعلان عنه حتى اليوم؟ يجيب جوسلان كولون بأن إقالة وزير الخارجية يومها ستيفان ديون واستقالة كل مستشاريه، وهو بينهم، كانت أحد الأسباب ويضيف:

"أعتقد أن رئيس الحكومة تردد إزاء ضخامة المهمة وكلفتها ربما وأنه لم يشأ أن يلتزم سياسيا ودبلوماسيا في حل نزاع ، ولا بد من الإشارة إلى أن الإعلان اليوم هو إعلان تقني وعسكري بحيث سيتم نشر الجنود الكنديين لفترة سنة أي قبل حوالي بضعة أسابيع من الانتخابات التشريعية في كندا ولن تهتم كندا بالناحية العسكرية والدبلوماسية في حين كان ذلك من تقاليدها عندما كنا نشارك في قوات حفظ السلام الدولية".

هل يعني ذلك أنه كان بوسع كندا أن تفعل المزيد كما كان البعض يطالبها حتى بقيادة تلك القوات؟ يجيب جوسلان كولون

"لم يكن مجرد حديث سيما وأنه تم لقاء بين جنيرال كندي الأمم المتحدة التي كانت مستعدة لتعيينه قائدا للقوات الدولية في مالي لكن الحكومة ترددت وماطلت وتراجع رئيس الحكومة وانتظر الجميع مؤتمر فانكوفر في تشرين الثاني – نوفمبر الماضي حيث تم إعلان غير مكتمل وها نحن اليوم نواجه نتيجة المماطلة والتردد".

عنصر من القوات الدولية/غيتي

إلى أي مدى يرتبط هذا القرار بسعي كندا بالفوز بمقعد في مجلس الأمن الدولي؟ يجيب جوسلان كولون:

" جزء منه ذو علاقة بهذا الأمر ولكن دعيني أقول شيئا وهو أنه إذا انسحبنا من مالي بعد سنة، كما ينص القرار، إي في أيلول – سبتمبر من العام 2019، فالتصويت على مقعد في مجلس الأمن سيتم في حزيران – من العام 2020، وعندها يكون العالم نسي أن كندا شاركت في قوات السلام في مالي، وبالتالي لن تستفيد من هذا التدخل لكسب اصوات بعض الدول، يختم جوسلان كولون حديثه إلى تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.