مرة أخرى يعاد طرح ملف العنصرية الدقيق والحساس جدا على التداول في كندا، مع ما يمكن أن ينتج عن طرحه من جدل يطاول مجموعة من القضايا والملفات من مثل الإسلاموفوبيا واليمين المتطرف والممارسات الحاقدة والهجرة واللجوء والعيش المشترك بين مختلف مكونات المجتمع الكندي.
وقد سارعت أحزاب المعارضة إلى دق ناقوس الخطر وتحذير رئيس الحكومة جوستان ترودو من أخطار هذه المبادرة .
ما هو الشكل الذي ستتخذه تلك الاستشارات؟ تجيب مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في العاصمة أوتاوا فاني أوليفييه:
"الأمر ما زال غير واضح. فالغلوب أند ميل أشارت اليوم إلى أن المشاورات ستتمحور حول العنصرية الممنهجة، والأمر مفاجئ فحكومة مقاطعة كيبيك كانت اضطرت إلى التراجع عن فكرة مماثلة العام الفائت جراء ما اثارته من جدل ونقاش".
من جهته أكد مكتب وزيرة التراث الكندي ميلاني جولي اليوم أنه ستجري بالفعل استشارات حول العنصرية لكنها حاذرت استعمال مصطلح " ممنهجة". وحتى لو أن الاستشارات ستجري في كل أنحاء كندا، فلم يستعمل مكتب الوزيرة كلمة "استشارات واسعة" . وتضيف الصحلفية فاني أوليفييه:
"أكد مكتب الوزيرة أن المشاورات لن تكون فلسفية إنما سنسعى إلى تقديم مقترحات عملية لتحسين مسألة ولوج سوق العمل وإحقاق حق الأقليات المرئية وسواها من الملفات التي تهم الكنديين، والمهاجرون منهم بشكل خاص ".
وتؤكد وزيرة التراث ميلاني جولي هذا المنحى بالقول:
"لن تجري استشارات شعبية واسعة حول العنصرية وسنسعى إلى إيجاد برامج تهدف إلى إيجاد حلول لمشاكل يعاني منها المواطنون".
موقف المعارضة، كما موقف النواب، كان منقسما. فالحزب الديموقراطي الجديد رحب بها بينما انتقدها المحافظون. يقول ألان ريس النائب عن حزب المحافظين:
"المسألة كما أراها حساسة جدا وستدور الاستشارات على أرض مفخخة والفكرة تحمل في طياتها اعترافا مبطنا بأن الكنديين عنصريون، وقد حاولوا ذلك في كيبيك ورأينا النتائج ولست أبدا مقتنعا بأن القضية تشكل أولوية حاليا".
فهل تنجح الحكومة الكندية حيث فشلت حكومة كيبيك، في إدارة جدل حساس دون تصدع المجتمع الكندي وتعميق انقسامه حول ملف العنصرية؟
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.