أعلنت حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا مطلع الأسبوع الفائت أنها ستدعم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي ("مينوسما" MINUSMA) على امتداد سنة بست مروحيات، اثنتيْن للنقل اللوجستي وأربع "للمواكبة والحماية المسلحتيْن"، وبعدد من الجنود، مناصفة بين الرجال والنساء، رجّحت مصادر مطلعة أن يتراوح بين 200 و250 عنصراً. وموعد بدء هذه المهمة الكندية الصيفُ المقبل حسب توقعات وزير الدفاع هارجيت سجّان الأسبوع الفائت.
يُشار إلى أن الـ"مينوسما" هي من أكثر مهمات حفظ السلام خطورةً حول العالم، فمنذ إطلاقها عام 2013 سقط في صفوف هذه القوة المكونة من نحو اثنيْ عشر ألفَ جنديّ أكثرُ من 160 قتيلاً.
وستكون مساهمة كندا في الـ"مينوسما" أول عملية حفظ سلام تشارك فيها القوات المسلحة الكندية في بلد إفريقي منذ مشاركتها بعملية حفظ السلام الدولية في راوندا التي لم تنجح في منع وقوع عملية إبادة جماعية قُتل فيها نحوٌ من 800 ألف شخص من إثنية التوتسي عام 1994.
حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية في أوتاوا اعترض على هذه المساهمة الكندية الجديدة، وقال نوابه إن المهمة في مالي ليست مهمة سلام. "مالي منطقةُ حربٍ ما من سلام فيها للحفاظ عليه"، قال بيار بول هاس، أحد نواب المحافظين.
وطالب المحافظون بمناقشة المهمة الكندية المرتقبة والتصويت عليها في مجلس العموم قبل إرسال أي جندي كندي إلى مالي.
من جهتها رحبت الحكومة الليبرالية، وهي حكومة أكثرية، بمناقشة المهمة الجديدة لكنها رفضت الالتزام بالتصويت عليها.
أما الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، فقال إنه "يؤيد عودة كندا إلى مهمات حفظ السلام"، مشيراً إلى أن "ما اقترحه الليبراليون هو أقل مما وعدوا به قبل سنتيْن"، وطالب بمناقشة المهمة لكنه تحفظ على إجراء تصويت عليها.
وكانت الحكومة الكندية قد أعلنت في صيف 2016 أنها ستضع ما يصل إلى 600 جندي بتصرف الأمم المتحدة كمساهمة في عمليات حفظ السلام حول العالم دون أن تحدد الدول التي سينتشرون فيها.

اللفتنانت كولونيل جيم ديفيس متوجهاً إلى جنود كنديين بُعيْد وصولهم إلى مطار العاصمة الهايتية بور أو برانس في 22 آذار (مارس) 2004 للمشاركة في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي / Ryan Remiorz / CP
وفي سياق متصل سقط قتيلان على الأقل الليلة الماضية بنيران مسلحين جهاديين في مدينة باندياغارا السياحية في وسط مالي التي زارها يوم الاثنين رئيس الوزراء المالي سوميلو بوبيي مايغا في نهاية جولة على شمال البلاد ووسطها.
هل نجحت الـ"مينوسما" في مهمتها في مالي وإلى أي حد؟ سؤال طرحته في مستهل حديث أجريته اليوم مع الباحث الكندي البوركيني في جامعتيْ ماكغيل وكونكورديا في مونتريال الدكتور سيّوبا سوادغو، وهو متخصص في الدراسات العابرة للثقافات والدراسات الإسلامية ومطلق مشروع "الأمن الإستباقي في إفريقيا جنوب الصحراء" في جامعة كونكورديا.
(وكالة الصحافة الكندية / أ ف ب / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.