لم يكن أحد في كندا يتوقّع بعد ظهر يوم الجمعة الفائت أن تطال حادثة مأساويّة أوساط الهوكي في وسط الغرب وأن تترك بصماتها الأليمة في مختلف أنحاء البلاد.
فقد أسفرت حادثة الاصطدام التي وقعت بين حافلة وشاحنة قاطرة في تيسديل شمال شرق مقاطعة سسكتشوان عن مصرع خمسة عشر لاعب هوكي ينتمون لفريق برونكوس للهوكي للناشئين في مدينة هامبولت.
وكان الفريق في طريقه للعب مباراة في مدينة نيباوين المجاورة عندما وقعت الحادثة التي هزّت عالم الرياضة وبخاصّة عالم الهوكي ، الرياضة الشتويّة الأكثر شعبيّة في كندا.
وأقامت مدينة هامبولت الليلة الماضية مراسم في استاد إيلغار بيترسون حيث يلعب الفريق مبارياته ويستقبل الفرق المنافسة.
وارتفعت فوق حلبة الجليد صور اللاعبين الذين لقوا مصرعهم وغصّ الاستاد بالحضور، للتعبير عن مشاعر الحزن وحدادا على أرواح الضحايا.
وكان في طليعة الحضور رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو ورئيس حكومة سسكتشوان سكوت مو، وعمدة هامبولت روب موينش الذي ألقى كلمة مؤثّرة اعرب فيها عن شكره لكلّ الذين تضامنوا مع مدينته في هذه الأوقات الصعبة التي تمرّ بها.
"أودّ أن أقدّم تعازيّ إلى أسر الضحايا والمصابين ، وإنّه لوقت عصيب بالنسبة لنا جميعا وأشكركم مجدّدا لمجيئكم وآمل أن نتمكّن من أن نقف جنبا إلى جنب كفريق ومجموعة ومقاطعة وكبلد لنتجاوز هذا الوضع معا قال عمدة مدينة هامبولت".
وأكّد العمدة أنّ المدينة تضع كلّ ثقلها لدعم ذوي الضحايا ومرافقتهم في هذه المرحلة الصعبة التي تجتازها هامبولت بأكملها.
كما تحدّث القسّ شون براندو المرشد الروحي لفريق برونكوس للهوكي للناشئين وقال إنّه عاين موقع الحادثة وكان شديد التأثّر عندما لمس أيدي اللاعبين الذين تحوّلوا جثثا هامدة.
ولم ير سوى وادي الموت والظلمات كما قال، ولكنّه أعرب عن أمله في أن تلتئم الجراح وأن يشفى الجميع بفضل الدعم الذي لقيه فريق الهوكي ومدينة هامبولت، والتعاضد بين الجميع لمساندة ذوي الضحايا.
وأفيد اليوم عن خروج أحد اللاعبين المصابين، نيك شوملانسكي من المستشفى، ونشر زميله رايان ستراتشنيتسكي بدوره صورة له على موقع تويتر مع رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو الذي تفقّد المصابين في المستشفى الملكي الجامعي في مدينة سسكتون.
كما تحدّث في مراسم الليلة الماضية القسّ تيم براندوُوْ المرشد الروحي لفريق برونكوس واعرب عن تأثّره العميق عندما وصل إلى موقع الحادث المأساوي ورأى الجثث الهامدة التي كانت قبل قليل تنبض بالحياة.
واعرب عن أمله في أنّ الجراح ستندثر وعن تأثّره بالدعم الذي لقيته مدينة هامبولت وفريق البرنوكوس في هذه المحنة التي ألمّت به.
وكان في عداد الأطبّاء المعالجين للاعبين في المستشفى الطبيب السوري حسن مصري الذي سبق أن عالج جرحى الحرب في وطنه الأم سوريّا.
"تبدأ في النظر من حولك وترى الكلّ يجهشون بالبكاء من الفريق الطبّي إلى الممرّضات إلى عائلات الضحايا قال الدكتور حسن مصري".
وأضاف في حديث لوكالة الصحافة الكنديّة أنّ العائلات في هذه المدينة الصغيرة تعرف بعضها البعض وكان الكثيرون يعرفون من هم الأشخاص على متن الحافلة، وغالبا ما يتنقّل اللاعبون بين مدينة وأخرى بالباص وكان ما جرى أشبه بمأساة عائليّة قال الطبيب السوري حسن مصري.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.