كانت مجموعة من استطلاعات الرأي وفي مقدمتها الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة إيبسوس ريد حول نسبة الثقة بالمهن في كيبك احتل عناصر الإطفاء والعاملين في قطاع الصحة والإسعاف المراكز الأولى بينما احتل السياسيون المرتبة ما قبل الأخيرة مع نسبة ثقة لا تتجاوز 6% وبائعو السيارات المستعملة مع نسبة ثقة 4% فقط.
يشار إلى أن الناخبين يمنحون ثقتهم للسياسيين خلال الانتخابات ممارسة لحقهم الديمقراطي لتمثيلهم في البرلمانات والمؤسسات الديمقراطية الأخرى ورغم ذلك يحتل السياسيون مرتبة منخفضة جدا في ثقة المواطنين في المهن
ويعمل الصحافيون بمتابعة أنشطة السياسيين لطرح الأسئلة عليهم وفي بعض الحالات إحراجهم لانتشال الحقيقة من أفواههم.
ومع اقتراب موعد الانتخابات العامة في مقاطعة كيبك تنشط الأحزاب السياسية بمختلف اتجاهاتها لجذب أشخاص مشهورين في مهنهم وإنجازاتهم وخاصة من شهد له بنزاهة الكف والتفكير ومن هنا تخلى عدد لا بأس به من الصحافيين عن مهنة الصحافة ليلتحقوا بعالم السياسة.
فانسان ماريسال عمل في الصحافة لمدة تتجاوز الثلاثين عاما وكان مشهودا له بالموضوعية والجدية والانتقادات اللاذعة للسياسيين وأنحى عليهم في بعض مقالاته بإخلالهم بوعودهم لكنه وقع في الفخ الذي كان يدعو بإصرار لتجنبه الا وهو الكذب.
ومع موجة الانضمام إلى الأحزاب السياسية تمهيدا للانتخابات، اختار فانسان ماريسال حزب التضامن الكيبكي اليساري التوجه والداعي لاستقلال مقاطعة كيبك عن الفدرالية الكندية لكن دون أن يكثر الكلام عن ذلك.
وأثير أن ماريسال كانت له اتصالات على المستوى الفدرالي وتحديدا مع الحزب الليبرالي الكندي بغرض التعاون معه لكنه نفى ذلك بشدة.

زعيم الحزب الكيبكي المرشح عن دائرة روزمون جان فرنسوا ليزيه انتقد بشدة منافسه ماريسال/راديو كندا
ويؤكد غبريال نادو دوبوا أحد الناطقين باسم حزب التضامن الكيبكي بأن المرشح فانسان ماريسال بإقراره بالخطأ أي الكذب كان ذلك بمثابة دليل على التواضع وهو ما يزال يتمتع بثقة دوبوا وبثقة الحزب بآن معا.
ويقول غبريال نادو دوبوا:
بكل تأكيد الانطلاقة كانت سيئة غير أنني أنا شخصيا أفضل شخصا يخطو خطوة سيئة ويعترف بذلك بعد أيام معدودات على رجال ونساء في عالم السياسة يكذبون تكرارا ولا يعتمدون الشفافية مع الآخرين.
وأضاف غبريال دوبوا بالقول:
الناس لا يبحثون عن سياسيين كاملين بل عن سياسيين متواضعين باستطاعتهم الاعتراف بخطئهم وهذا ما فعله فنسان.
يشار إلى أن فانسان ماريسال نفى مع بداية ترشحه تحت راية حزب التضامن الكيبكي عن دائرة روزمون في وجه زعيم الحزب الكيبكي الاستقلالي النزعة جان فرنسوا ليزيه بشدة أن يكون قد أجرى اتصالات مع الحزب الليبرالي الفدرالي بزعامة جوستان ترودو غير أنه مع إصرار الصحافيين اعترف أخيرا بذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن فانسان ماريسال خلال دخوله الرسمي معترك السياسة مطلع الشهر الجاري أكّد ردا على أسئلة صحافيين بأن عددا من الأحزاب السياسية اتصلت به وهو يعرف أشخاصا من الحزب الليبرالي الكندي غير أنه لم يتقرب من الليبراليين هو شخصيا بهدف الحصول على مهنة سياسية في صفوفهم.
غير أن صحافيين من رفاق دربه السابقين تمكنوا من التأكيد بأن ماريسال اتصل مرات مع الحزب الليبرالي الكندي سواء ليكون مرشحا عن الحزب أو ليصبح مستشارا لرئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو.
وعند إصرار الصحافيين خلال ندوة صحافية مع غبريال نادو دوبوا اعترف أخيرا بأنه كذب وبأنه لم يكن واضحا في أجوبته وبأنه لم يستخدم التعابير والكلمات المناسبة وبأنه كان من الواجب عليه أن يكون أكثر شفافية وهو يقول:
لم أقل الحقيقة وعدم قول الحقيقة يعني الكذب وأنا أعترف بخطأي

كبريال نادو دوبوا أحد الناطقين باسم حزب التضامن الكيبكي /راديو كندا
ويدافع غبريال نادو دوبوا عن نزاهة فانسان ماريسال بالقول:
إنه اختار طريقا لا يخل من الشجاعة وهو أن يترشح تحت راية حزب التضامن الكيبكي وفي دائرة انتخابية غير مضمونة الفوز مسبقا.
وهذا ما يظهر لنا بأنه لم يكن يبحث عن وظيفة لكنه اختار العمل بخلاف الآخرين.
استمعواراديو كندا/راديو كندا الدولي
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.