رئيس المجلس الإسلامي في مونتريال إمام مسجد السنة النبوية الشيخ عبد السلام المنياوي/CBC

الشيخ عبد السلام المنياوي: لا تعارض بين الدين والدولة والحجاب حرّية شخصية

عاد موضوع ارتداء الرموز الدينية من قِيل من يمثّل سلطة الدولة في مقاطعة كيبيك إلى الواجهة بعدما سردت صحيفة "لو جورنال دو مونتريال" في عددها أمس قصة طموح فتاة كندية مغربية محجبة، بالإنخراط في جهاز الشرطة وتساءلت الصحيفة عما إذا كان سيسمح للفتاة بارتداء الحجاب أثناء تأدية وظيفتها.

وقد عقّبت هيئة الإذاعة الكندية اليوم على المقالة الصادرة بالأمس ونقلت وجهات النظر المختلفة بشأن الحجاب والرموز الدينية عموما في الوظائف التي تمثّل سلطة الدولة في مقاطعة كيبيك علما أن الشرطة الفدرالية الكندية سمحت لعناصرها من السيخ بارتداء العمامة منذ تسعينيات القرن الفائت كما سمحت لعناصرها من الفتيات المسلمات بارتداء الحجاب منذ عام 2016.

الطالبة سندس المرحاري المنتسبة إلى علوم تقنيات الشرطة في معهد اهنتسيك في مونتريال/CBC

الطالبة سندس المرحاري المنتسبة إلى علوم تقنيات الشرطة في معهد اهنتسيك في مونتريال/CBC

انتسبت الفتاة سُندس المرحاري البالغة 17 عاما في أيلول/سبتمبر الماضي إلى معهد أهانتسيك College Ahuntsic في مونتريال وانخرطت في برنامج تقنيات الشرطة راغبة في تحقيق حلمها بالانخراط يوما في جهاز شرطة مونتريال أو لافال مع استمرارها في ارتداء الحجاب الذي لا يفارق راسها منذ كانت في الرابعة عشر من عمرها.

ولعّل انتساب أول فتاة في هذه الدراسات الخاصة بتكوين عناصر الشرطة في مونتريال فتحت الباب على مسائل واستفهامات كثيرة متعلّقة بارتداء عناصر الشرطة للرموز الدينية خصوصا أن لا قانون اليوم يمنعها ولا قانون يسمح بها.

من جهتها مدرسة الشرطة الوطنية في مقاطعة كيبيك قالت بأنها تناقش المسألة حاليا وتصدر قرارها في هذا الإطار في الأشهر القليلة المقبلة.

الأحزاب السياسية في كيبيك التي تستعد للانتخابات العامة الخريف المقبل أبرزت مواقفها من الموضوع المطروح وكرر حزبا المعارضة، حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك والحزب الكيبيكي رفضهما لارتداء الرموز الدينية من قبل الأشخاص الذين يمثلون سلطة الدولة كما توصي لجنة بوشار-تايلور حول التسويات المعقولة في كيبيك، علما أن مشروع القانون الرقم 62 الذي تم التصديق عليه العام الماضي ينّص على أن الأشخاص الذين يعملون في الخدمات الحكومية يجب أن يكونوا من دون غطاء على الرأس.

من جهته قال رئيس حكومة كيبيك الزعيم الليبرالي فيليب كويار إن رئيس جهاز شرطة مونتريال هو الوحيد الذي يبّت في هذه المسألة بأن يسمح أو لا يسمح لعناصر الشرطة بارتداء الرموز الدينية.

رئيس المجلس الإسلامي في مونتريال الإمام الشيخ عبد السلام المنياوي يتساءل في حديث أجريته معه اليوم:

رئيس المجلس الإسلامي في مونتريال الإمام الكندي-المصري الذي هاجر إلى كندا منذ أكثر من 45 عاما عبد السلام المنياوي في حديث لتلفزيون القسم الانكليزي لهيئة الإذاعة الكندية/CBC

رئيس المجلس الإسلامي في مونتريال الإمام الكندي-المصري الذي هاجر إلى كندا منذ أكثر من 45 عاما عبد السلام المنياوي في حديث لتلفزيون القسم الانكليزي لهيئة الإذاعة الكندية/CBC

لماذا نضع الدولة دائما ضدّ الله أو العكس، الصحيح أن ما نتعلمه في الدين يخدم الدولة وما نتعلمه في الدولة بخدم الدين

ويرى محدثي أن هذا النوع من السجالات يؤّجج الخوف من الإسلام والإسلاموفوبيا في مجتمعنا الكندي ويرى أن موضوع الحجاب قد حسم فعلا ويدخل في حرية الدين التي سمحت بها الشرعة الكندية لحقوق الانسان وقد أصبح الحجاب دستوريا بعدما قالت المحاكم كلمتها في خصوصه ولا أحد يقدر أن يلغيه مؤكدا بأن الجاليات المسلمة في كندا تفّهمت منع غطاء الوجه لكنها لن تساوم في مسألة الحجاب:

الحجاب مسألة حرّية فحسب، فمن أراد أن يرتديه فليكن له ما يريد ومن أراد أن يخلعه فهذا من حقّه ايضاً

ويؤمن محدثي الذي يعمل كمرشد روحي للطلاب في جامعتي ماغيل وكونكورديا في مونتريال بأن التغيير يبدأ بالانفتاح على الآخر وفهم وجهات نظره وليس رفضه وإطلاق الأحكام المسبقة عليه وبالتوازن نصل إلى تحقيق التناغم والانسجام في مجتمع يتسع لكل الأعراق والديانات والأطياف والمذاهب.

تاليا تستمعون إلى الحوار كاملا الذي أجريته عبر الهاتف مع الإمام المنياوي:

استمعوا
فئة:مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.