مواقف في أقوال برنامج أسبوعي نقدّم فيه مجموعة من الأخبار على ضوء أقوال صدرت بشأنها ولفتت انتباهنا.
حلقة هذا الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وفادي الهاروني وسمير بدوي.
"نعلن دعمنا للتجارة التقدمية والتنوع الثقافي والهجرة وحماية البيئة والمساواة بين الجنسيْن وسيادة القانون والديمقراطية والمساواة والحرية".
الكلام هو لرئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو وقاله يوم الثلاثاء في خطاب ألقاه أمام الجمعية الوطنية الفرنسية، هو الأول لرئيس حكومة كندية في البرلمان الفرنسي.
لكن النواب الفرنسيين لم يصفقوا جميعاً لكل ما قاله ترودو في هذا الخطاب الذي دام نصف ساعة.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو ملقياً خطابه أمام الجمعية الوطنية الفرنسية في 17 نيسان (أبريل) 2018 (Benoît Tessier / Reuters)
فعندما دافع ترودو عن الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل (AÉCG) بين كندا والاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ بشكل مؤقت في أيلول (سبتمبر) الفائت تعالت الأصوات الاحتجاجية من نواب حركة "فرنسا الأبية" (La France insoumise) اليسارية التي تخشى أن يتسبب الاتفاق بزيادة الغازات الدفيئة ومنح الشركات المتعددة الجنسيات صلاحيات بالغة.
وعلى المقلب الآخر، رأى بعض النواب في أوساط اليمين الفرنسي شيئاً من "السذاجة" في دعوة ترودو إلى مزيد من العولمة.
أما حزبُ "الجمهورية إلى الأمام" La République en Marche، حزبُ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يتمتع بأغلبية قوية في البرلمان، فقد صفق نوابه بحرارة مرات عديدة لرئيس الحكومة الكندية خلال إلقائه خطابه تعبيراً عن تأييدهم لأفكاره ومواقفه.
"فلنسمّ الأشياء بأسمائها، دوغ فورد يبدو مثل دونالد ترامب وذلك لأنّه مثل دونالد ترامب. هو يؤمن بطراز قبيح وشرس من السياسة التي تتاجر بالافتراءات والكذب. وقد يقول أيّ شيء عن أيّ شخص في أيّ وقت لأنّه على غرار ترامب، يمحور كلّ شيء حول نفسه وليس حول مواطنينا وعائلاتهم أو حول نجاح اونتاريو.
بهذا الكلام تحدّثت رئيسة حكومة اونتاريو كاثلين وين عن دوغ فورد زعيم حزب المحافظين المحلّي و منافسها في الانتخابات التشريعيّة التي ستجري في كبرى المقاطعات الكنديّة من حيث عدد السكّان في السابع من حزيران يونيو المقبل.
وكانت كاثلين وين تجيب على أسئلة الصحافيّين وقرأت ردّها الذي ورد في بيان أعدّته ردّا على تعليق بشأنها صدر عن دوغ فورد خلال إحدى جولاته الانتخابيّة وقال فيه إنّ كاثلين وين لكانت في السجن لو لم تكن في عالم السياسة.

رئيسة وزراء اونتاريو كاثلين وين/Christopher Katsarov/CP
وكان فورد يلمح من خلال تعليقه إلى دافيد ليفينغستون أحد المساعدين السابقين للحزب الليبرالي المحلّي في اونتاريو الذي تتزعّمه رئيسة الحكومة كاثلين وين والذي صدر بحقّه حكم بالسجن لمدّة أربعة أشهر في ما يعرف بفضيحة مصانع الغاز في المقاطعة.
فقد ألغت الحكومة الليبراليّة برئاسة دالتون ماكغينتي عام 2011 قبل موعد الانتخابات مشروعا لإنشاء مصنعين للغاز وتكبّدت نتيجة ذلك كما أظهر تحقيق المدقّق العام في الحسابات 950 مليون دولار.
وكان ليفينغستون في حينه مساعدا لرئيس الحكومة الليبراليّة دالتون ماكغينتي وحُكم بالسجن لدوره في محو معلومات من أجهزة الكومبيوتر التابعة للحكومة.
وتعهّد دوغ فورد بأن تقوم شركة مستقلّة بالتدقيق في كلّ سطر مكتوب في كلّ الوزارات في حال فوز حزب المحافظين الذي يتزعّمه في الانتخابات في اونتاريو.
وسبق أن ألمحت كاثلين وين في معرض حديثها عن فورد، إلى أوجه شبه بين أسلوبه السياسي وأسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

دوغ فورد زعيم حزب المحافظين المحلّي في اونتاريو/Matthew Kupfer/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة
ولكنّها في بيانها يوم الأربعاء قارنت للمرّة الأولى صراحة بين المسؤولين الكندي والأميركي.
ويتوقّع المراقبون أن تشهد اونتاريو أعنف حملة انتخابيّة في تاريخها، لم يسبق أن عرف أبناء المقاطعة مثيلا لها.
ورغم أنّ الحملة الانتخابيّة لم تبدأ بعد، إلاّ أنّ الحزب الليبرالي باشر بنشر دعايات متلفزة وحملة على وسائل التواصل الاجتماعي وانشأ موقعا على الانترنت يستهدف فيه زعيم المحافظين دوغ فورد.
ويشنّ فورد من جهته حملة على الليبراليّين وزعيمتهم كاثلين وين التي قال إنّها يائسة، وبأنّه لن يتهجّم عليها شخصيّا بل على أدائها.
القول لوزير الهجرة في مقاطعة كيبك دافيد هورتيل حول ملف طالبي اللجوء فلنستمع:
"إن الوضع الحالي وهو معزز بالأرقام يوجب علينا أن نعيشه سنويا ليس على هذا المستوى فحسب بل أعلى من ذلك بكثير وهذا ما يوجب علينا اعتماد طرق عمل جديدة وهو ما سنبحثه مع الحكومة الكندية"
وكان وزير الهجرة في كيبك دافيد هورتيل قد أكّد في أكثر من مناسبة بأن المقاطعة لم يعد باستطاعتها استقبال المزيد من طالبي اللجوء وأنها قد تكفلت حتى اليوم بكافة نفقات طالبي اللجوء وعائلاتهم من مدخول مالي ومساعدة اجتماعية وصحية وتعليم الأولاد.
ويؤكد رئيس حكومة كيبك فيليب كويار ردا على أسئلة الصحافيين بأنه غير مرتاح لجواب الوزير الفدرالي لمطالب حكومة كيبك معتبرا أنه دليل على عدم معرفة كاملة بالوقائع على الأرض حول ما شهدته مقاطعة كيبك العام الماضي وما نتوقع أن تعيشه المقاطعة العام الحالي.

رئيس حكومة كيبك فيليب كويار بصحبة وزير الهجرة دافيد هورتيل في رد على الصحافيين/راديو كندا
وأعطى الوزير هورتيل مثالا على ذلك استقبال كيبك ما يقرب من 2500 طفل في مونتريال العام الماضي وهم يحصلون على التعليم بغالبيتهم وهذا ما يعني وجوب فتح خمس مدارس ابتدائية جديدة لاستيعابهم في مونتريال.
واعتبر هورتيل أنه إذا كان يتوجب على كيبك أن تستقبل سنويا طالبي لجوء جدد فإن طاقاتنا ستعجز حتما.
وحسب وزارة الهجرة في كيبك فإن المقاطعة قد استقبلت ما يقرب من 25000 طالب لجوء عام 2017 ما يعادل نصف عدد طالبي اللجوء في مختلف أنحاء كندا.
يشار إلى أن مقاطعة كيبك كانت تستقبل قبل تدفق طالبي اللجوء العام الماضي نحوا من 3500 طالب لجوء فقط.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.