لقطة من الفيلم الجزائري: "في عُمري ما زالني نتخبّا باش نتكيّف" ونشاهد بطلتي الفيلم الشابة الفرنسية-الجزائرية لينا سويلم مع والدتها الممثلة الفلسطينية القديرة هيام عبّاس

لقطة من الفيلم الجزائري: "في عُمري ما زالني نتخبّا باش نتكيّف" ونشاهد بطلتي الفيلم الشابة الفرنسية-الجزائرية لينا سويلم مع والدتها الممثلة الفلسطينية القديرة هيام عبّاس

عندما يصبحُ العريُ مبررا لكسر التابوهات في المجتمع الجزائري

شاهدت في مونتريال مؤخرا الفيلم الجزائري "في عمري ما زالني نتخبّا باش نتكيّف" بتوقيع السيننمائية الجزائرية ريحانة الذي شارك في المسابقة الرسمية في مهرجان السينما الافريقيى الدولي في مونتريال في نسختة ال 34.

وقد فازت بطلة الفيلم الممثلة الفلسطينية القديرة هيام عباس بجائزة أفضل ممثلة بدرو رئيسي في فيلم روائي طويل في المهرجان.

لعّل أكثر ما يلفت الانتباه في هذا الفيلم هي الجرأة في معالجة التابوهات التي كانت ولا زالت ربما إلى اليوم تسود في المجتمع الجزائري في التسعينيات من القرن الماضي.

وقد أجادت ريحانة على لسان بطلات فيلمها النساء التسع في عكس معاناة المرأة الجزائرية من الذكورية ومن أجدر من هذه المخرجة المخضرمة في شرح تلك المعاناة، هي التي هربت إلى فرنسا في التسعينيات من القرن الماضي بعد أن وضع اسمها على القوائم السوداء لدى الاصوليين المتشددين في بلدها الأم وأصبح دمها مباحا.

الفيلم الذي عرض في عدد من المهرجانات السينمائية العربية بينها مهرجان شرم الشيخ في مصر ومهرجان قرطاج في تونس، لا زالت السلطات الجزائرية تمنع عرضه على أرض الجزائر بسبب مناقشة الفيلم للفكر المتطرف في الجزائر في التسعينيات، إضافة إلى مشاهد العري حيث يصوّر الفيلم داخل حمام نسائي تركي، هذا الحمام المفروض أنه في الجزائر ولكن في الحقيقة الفيلم صوّر داخل حمام موجود في تسالونيكي في اليونان.

تتمحور أحداث الفيلم حول قصص نساء تسعة من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية، يترددن على الحمام الذي يجسد العالم الانثوي بامتياز لتلك النسوة وداخل جدران هذا الحمام تكثر الأحاديث الممنوعة والتصرفات المحرّمة على المرأة وعلى رأسها تدخين السيجارة وينظر إلى المرأة التي تدخن في المجتمع الجزائري على أنها مومس ويحتكر الرجال في نهاية القرن الماضي كما تقول أحداث الفيلم تعاطي التبغ ومشتقاته.

ويغوص الفيلم بإبداع لافت في عملية القمع الذي تعرّضت له المرأو الجزائرية على يد الجماعات المتطرفة وكيف استخدم هؤلاء الدين لخدمتهم ولإقصاء المرأة وتجريدها من أبسط حقوقها وحرياتها وهنا نجحت المخرجة ريحانة في تصوير اللذة القصوى التي التي تشعر بها المرأة بمجرد ممارسة التدخين بعيدا عن عيون الرجال وتحملها إلى السماء السابعة والعوالم الرحبة داخل جدران حمام تضيق به الأنفاس عادة ليصبح هذا الفضاء في فيلم ريحانة كل عالم المرأة وفيه فقط يحق لها أن تحلم بتغيير الواقع.

الممثلة الفرنسية-الجزائرية الشابة لينا سويلم/لينا سويلم

الممثلة الفرنسية-الجزائرية الشابة لينا سويلم/لينا سويلم

ابنة الممثلة هيام عباس، الشابة الفرنسية-الجزائرية لينا سويلم تجسد دور مريم في الفيلم المرأة العازبة الحامل التي يريد شقيقها هدر دمها.

وتعد مشاركة لينا سويلم في الفيلم هي الثانية في مشوارها السينمائي وهي قالت لي بأنها لم تتردد لحظة واحدة في قبول دورها في الفيلم خصوصا أنها تعتبر أن المرأة العربية المسلمة تتعرّض في فرنسا أيضا للمضايقات بسبب الكليشهات والأحكام المسبقة عن المرأة العربية في المجتمعات الأوروبية.

تحدثت إلى الشابة لينا سويلم خلال إقامتها في مونتريال على هامش عرض فيلم|: "حتى في عمري هذا، لا زلت أختبىء كي أدّخن"، وأود أن أحيي الحرفية العالية عند الممثلة الفتية التي كانت حريصة على أن تمرّ رسالتها بكل الوضوح للمستمع العربي خصوصا أنني حاورتها باللغة العربية وهي لا تلّم بها كثيرا خصوصا أنها مولودة في فرنسا من أب جزائري وأم فلسطينية، تستمعون تاليا إلى الحوار معها يتخلله مقتطفات من الفيلم.

استمعوا
فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.