السيدة عفيفة نجم تقدّم طبق الكبّة بالصينية/Marie-Claude Simard

“الحمدلله، ماشي الحال” تختصرعفيفة نجم عمرا طويلا عاشته في كندا

وصلت السيدة عفيفة نجم إلى مونتريال في العام 1976 قادمة من قرية كفريا النائية في قضاء صيدا جنوب لبنان لتزور شقيقها، وتمنعها ظروف الحرب الدائرة في بلدها الأم من العودة لتكتمل فصول حكايتها كلّها في مونتريال حتى يومنا هذا.

في مطبخ السيدة عفيفة نجم في شرق مونتريال/Marie-Claude Simard

عفيفة نجم التي تتحدر من عائلة مؤلفة من عشرة أفراد لم تكن تمتهن الطبخ ولا كان في نيتها وطموحاتها أن تصبح في يوم من الأيام طاهية ماهرة ولكن وجدت نفسها تدخل رويدا رويدا في عجلة الحياة الكندية التي رسمت مستقبلها وحياتها ووجدت نفسها تتعلّم كيفية الطهي على يد عدد من الطباخين الذين يعملون في مخابز يملكها شقيقها لتتدرج في المطبخ اللبناني وتصنّف اليوم من بين أوائل الطهاة للمأكل اللبناني في مونتريال وتشتهر السيدة نجم في كل أوساط الجالية اللبنانية في مونتريال "بلقمة البيت" التي تعدّها ويقصدها الناس من كل أنحاء المدينة. هذا وعلى الرغم من أن السيدة عفيفة نجم أعلنت لزبائنها عن اعتزالها المطبخ لتتفرّغ لسن التقاعد، إلا أن هاتفها لا يتوقف عن الرنين "للسمعة الطيبة التي هي كل ثروتها" التي جمّعتها في سنين من العمل الشاق والجهد والتعب.

الزميلة ماري-كلود سيمار تحاول لفّ ورق العريش بإشراف السيدة عفيفة نجم/بعدسة كوليت ضرغام

الزميلة ماري-كلود سيمار تحاول لفّ ورق العريش بإشراف السيدة عفيفة نجم/بعدسة كوليت ضرغام

قصدتني زميلتي الصحافية في راديو كندا الدولي ماري-كلود سيمار تطلب مني أن أعرّفها على سيدة تتقن المطبخ اللبناني لأنها تعد برنامجا إذاعيا حول المطابخ العالمية وتلتقي أبناء الجاليات المتعددة في كندا لتخصص في كل حلقة مطبخا بعينه.

وقد قصدنا أنا وزميلتي مساء أمس منزل السيدة عفيفة نجم في شرق مونتريال لنفاجىء بكمية الأطباق التي أعدتها ولم تنس الليموناضة البترونية في شمال لبنان الشهيرة المنكّهة بماء الزهر الصيداوي الشهير وطبعا الختام كان مع فنجان القهوة من يدي صديقة عفيفة نجم السيدة جاكلين مظلوم لبّس التي ساعدتها أيضا في تقديم طبق الكبة "قراص".

السيدة جاكلين مظلوم لبّس والسيدة عفيفة نجم/Marie-Claude Simard

تعرف عفيفة نجم بضحكتها وعفوبتها وسلاستها، بحسن ضيافتها وكرمها وصدقها في التعامل مع زبائنها وطبعا قبل كل ذلك بلقمتها الشهية. ولكن قلّما يعرف الآخرون الثمن الذي تكبدّته عفيفة نجم من أجل ترصيع اسمها في صفوف الجالية اللبنانية، فزياراتها إلى لبنان خلال 40 عاما أمضتها في كندا تكاد تعّد على أصابع اليد الواحدة وكذلك سرق العمل شبابها وحلم كل فتاة بفتى الأحلام.

عفيفة كانت عفوية جدا أمس وهي تستقبل الإذاعة الاجنبية في منزلها التي ستنشر صورها وتحكي عنها لكل الكون ولم تكن عفيفة حاضرة بالجسد أكثر مما هي حاضرة بالروح لتتحدث ببساطة وتلقائية وكلمتان لم تتوقف عن ترديدهما محدثتي:" الحمدلله، ماشي الحال"، شاكرة الرب على كل ما منحها في حياتها مؤكدة بأنها ليست نادمة على شيء.

أدعوكم إلى متابعة هذا الريبورتاج الذي يتضمن الحوار مع عفيفة نجم وحوار مع السيدة لبس ومع زميلتي ماري-كلود سيمار.

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.