ملصق في حملة توعية لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة رُهاب المثلية يصوّر الناشط المثلي التونسي رامي العياري وقد توّشح بألوان علم (LGBT) ونقرأ على الملصق: "في بلادي، كشف لوني وإنتمائي الجنسي لا يزال يُعّد جريمة" حقوق الصورة:Emergence

رامي العياري: في تونس رُهاب المثلية وفي كندا رُهاب الدين والعنصرية

يقّص الشاب التونسي ابن الخمسة والعشرين عاما رامي العياري فصول معاناته التي بدأت من لحظة اكتشافه لميوله الجنسية المثلية في سن المراهقة في بلده الأم تونس إلى تاريخ اليوم حيث يعيش كلاجىء سياسي في مدينة مونتريال.

ويروي رامي المعياري لمذياعنا بأن لحظة قراره بالإعلان عن "اختلافه الجنسي" عما هو شائع ومألوف في مجتمعه الضيق حتى  بدأت تُمارس بحقه كل أشكال القمع والمحاربة والهوان في مسقط رأسه في مدينة مرسى، من أهل الحي والأقارب والأصدقاء أولا إلى ملاحقة السلطات الأمنية له ثانيا وتعرّضه لتهديدات وتوقيفات بعدما أطلق خلال ثورة الياسمين مؤسسة "بلا قيود" Without Restrictions  ليبدأ نشاطه المدني في تونس للدفاع عن مثليي الجنس.

وسيصل الناشط المثلي التونسي إلى كندا في العام 2016 ليحاضر عن وضع المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا ما يعرف  ب(LGBT) في بلاده الأم ليعلم خلال وجوده في مونتريال أنه قد يلقى القبض عليه عند عودته إلى تونس لأسباب يشرحها لنا في الحوار الذي أجريته معه اليوم الذي يتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار/مايو.

حلمي أن تلغي تونس تجريم المثلية يقول ابن ثورة الياسمين رامي العياري/رامي العياري

وقد تقدم في تلك سنة بطلب اللجوء السياسي من الحكومة الكندية وفي أقل من شهرين حصل على الموافقة ليعيش منذ ذلك التاريخ في تفعيل قضايا المثليين في المجتمعات العربية ومجتمعات العالم الثالث التي تعتبر المثلية الجنسية من التابوهات وتحرمها وتجرّمها.

وفي مونتريال لم يكمل رامي المعياري دراسة المعلوماتية التي كان قد بدأها في بلده ليتفرّغ لكسب لقمة العيش في أحد المطاعم في المدينة الكوسموبوليتية.

ويُكمل رامي العياري في مسيرته للدفاع عن الحرية الشخصية في ما يتعلّق بالميول الجنسية على حد تعبيره متمنيا أن تُلغي بلاده الفصل 230 من المجلّة الجزائية في تونس الذي يُجرّم المثلية الجنسية ويُحكم على أصحابها بثلاث سنوات سجن.

الناشط المثلي التونسي رامي العياري مع رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو في إحدى التظاهرات لمثليي الجنس في مونتريال/رامي العياري

يقول ضيفي إن صالون تصفيف الشعر للسيدات الذي تملكه والدته في تونس لم يعد يشهد ازدحام الزيائن عليه بعدما قاطعه الجميع وعيّروا أمه بولدها "العاق". وزاد الطين بلّة صدور الفيلم السينمائي التونسي الوثائقي "في الظلّ" الذي شارك فيه ضيفي قاصا معاناته كمثلي جنسي ويظهر الملصق الدعائي للفيلم رامي العياري يُقبّل فتى مثليا. الفيلم يقول محدثي عرض أكثر من سبع مرات في تونس وفاز بالجائزة البرونزية عن فئة الأفلام الوثائقية في مهرجان أيام قرطاج السينمائية مؤخرا.

ويأسف رامي العياري للحالة التي وصل إليها واضطراره إلى العيش بعيدا عن وطنه مؤكدا أنه لا يحلو له العيش إلا في تونس على الرغم من أن كندا قدّمت له الحماية والتمتع بحقوقه على قدم المساواة مع أهلها ولكن هذا لا يمنع وجود بعض الناس العنصريين الذين يرفضونه لا لسبب كونه مثليا فحسب بل إنما أيضا لأنه عربي مسلم، وهنا ما هو أمّر من رُهاب المثلية وهو رُهاب العنصرية والأسلاموفوبيا كما يؤكد محدثي الشاب.

تاليا تستمعون إلى المقابلة كاملة التي أجريتها مع رامي العياري لمناسبة مشاركته في حملة توعية أطلقتها مؤسسة  Fondation Émergence في مونتريال التي دأبدت على إطلاق حملة توعية سنويا في المجتمع الكندي عشية اليوم العالمي لمكافحة رُهاب المثلية في 17 أيار/مايو، وقد اختارت هذه المؤسسة غير الربحية رامي العياري ليكون في عداد الاشخاص المثليين من جنسيات عدة في مونتريال الذين يرفضون إدانتهم على لونهم وانتمائهم الجنسي.

وتجدر الإشارة إلى أن نحو 72 دولة حول العالم لا تزال تجّرم قوانينها المثلية الجنسية وبينها 8 دول تصدر عقوبة الإعدام على المثليين.

استمعوا
فئة:مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.