تتوالى التقارير وتتشابه وتحذّر كلّها من مخاطر النفايات البلاستيكيّة ومضاعفاتها المحتملة على البيئة.
ويكثر الحديث عن آفة تهدّد الأنظمة البيئيّة في مياه المحيطات والبحار، ومضاعفات سلبيّة على صحّة الانسان مع توسّع نطاق انتشار المواد البلاستيكيّة السهلة الاستخدام والتي يمكن الحصول عليها بأثمان رخيصة.
وفي محاولة لمواجهة الاستخدام المفرط للمواد البلاستيكيّة حول العالم، فرضت بعض المدن حظرا على استخدام أكياس البلاستيك، خصوصا أنّ معظم المواد البلاستيكيّة تنتهي في اغلب الأحيان في عمق مياه المحيطات والبحار.
وتفاقمت أزمة النفايات منذ فترة بعد أن فرضت الصين حظرا على استيراد المواد القابلة لإعادة التدوير وما استتبعها من مخاوف حول احتمال تفاقم مشكلة النفايات البلاستيكيّة بصورة خاصّة في أكثر من مدينة بما فيها مدن كنديّة.
ومن المعروف أنّ المواد البلاستيكيّة تتحلّل بصعوبة ويتطلّب تحلّلها والتخلّص منها بصورة تامّة مئات السنين.

مكبّ للنفايات البلاستيكيّة في مدينة كولشستر/Steve Lawrence/CBC/هيئة الاذاعة الكنديّة
وفي هذا السياق، قام فريق من الباحثين في جامعة كالغاري بتطويرتقنيّة على نطاق محدود لتحويل كميّة من البلاستيك العادي إلى وقود قابل للامتزاج مع الوقود السائل.
وتساهم هذه العمليّة من حيث المبدأ في التقليل من استخدامنا للوقود كما تقلّص في الوقت عينه عمليّة التخلّص من نفايات البلاستيك كما يقول الدكتور معن حسين أستاذ الهندسة البيئيّة والكيميائيّة في جامعة كالغاري في حديث أجريته معه.

الدكتور معن حسين أستاذ البيئة والهندسة الكيميائيّة في جامعة كالغاري/موقع جامعة كالغاري
ويقول الدكتور معن حسين إنّ التقنيّة أتاحت تحويل ما بين 60 بالمئة إلى 95 بالمئة من البلاستيك المستخدم إلى مادّة سائلة تمتزج مع وقود الديزل بشكل جيّد ويشير إلى أنّ المرحلة اللاحقة التي لم يتسنّى بعد للفريق لأن يقوم بها تتعلّق بتقييم هذا الوقود الذي تمّ الحصول عليه.
ويضيف الدكتور معن حسين مشيرا إلى تأثير المواد البلاستيكيّة على الصحّة العامّة، فضلا عن تأثيرها على صحّة الحيوانات، وقد يؤدّي تفاقم المشكلة إلى اختفاء بعض الأنواع البحريّة عن الوجود لا سيّما أنّ بعض المواد السامّة تدخل في صناعة البلاستيك.
ويؤكّد الدكتور معن حسين أستاذ البيئة والهندسة الكيميائبّة في جامعة كالغاري أنّ المرحلة التالية من الأبحاث التي يترأسّها مع فريق الباحثين في الجامعة تقضي بنقل التجربة من المختبر إلى التطبيق العام ، والأمر يتطلّب بالطبع دعما ماليّا سواء من الحكومة الفدراليّة أو من حكومة مقاطعة البرتا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.