صوفي تابت طاهية كنديّة لبنانيّة شابّة بدأت دراستها في التصميم الداخلي في مونتريال لتكتشف بعد ذلك عن طريق الصدفة، حبّها لفنّ الطهي.
وينطبق المثل القائل الصدفة خير من ميعاد على الشيف صوفي تابت التي بدأت تعمل في مطعم لكسب مصروف الجيب.
وعملت في تحضير السندويشات وكان عملها البسيط نقطة الانطلاق في مسيرتها لتصبح طاهية.
وأدركت الطاهية الشابّة، صاحبة مطعم "شي صوفي" في مونتريال، أنّ حلمها في أن تصبح طاهية محترفة لن يتحقّق إلاّ بالجهد والمثابرة.
"قرّرت متابعة دروس في الطبخ في فرنسا في معهد بول بوكوز، وهو برنامج تعليمي يستمرّ ثلاث سنوات لتدريس الطبخ وإدارة الأعمال، لأنّني ادركت أنّ دراسة الطبخ لوحدها لا تكفي لإدارة مطعم ": الشيف صوفي تابت.

الشيف صوفي تابت تتقن فنّ المزج بين نكهات وتقاليد طبخ محتلفة/Gaëlle Vuillaume
وتابعت دروسها في البداية دون علم أهلها، وأصرّ والدها أن تنهي شهادتها في التصميم الداخلي قبل أن تتابع دروس الطهي كما قالت لي في حديث أجريته معها.
وتخصّصت في فنّ الطبخ في فرنسا في معهد بول بوكوز العريق الذي يحمل اسم الشيف الفرنسيّ الراحل بول بوكوز، أحد أهمّ الطهاة ورمز المطبخ الفرنسي الذي توفّي أوائل العام الحالي 2018.
وتقول صوفي تابت إنّ خيارها لم يعجب والدتها التي رأت أنّها لم تختر حياة عائليّة، لأنّ مهنة الشيف صعبة ومتطلّبة.

الشيف صوفي تابت تحبّ أن تضيف نكهة لبنانيّة على اطباق محليّة/ Gaëlle Vuillaume
ولا تخفي الشيف صوفي أنّها كانت تفضّل اليوم وقد أصبحت أمّا بدورها، أن تمضي وقتا أطول مع طفلتها.
وبعد الدراسة، عملت صوفي تابت كمتدرّبة في عدد من المطاعم في اوروبا، من بينها مطاعم حائزة على نجوم ميشلان، واكسبتها مرحلة التدرّب خبرة معمّقة.
وكانت نقطة الانطلاق في الوطن الأمّ لبنان، وفتحت مطعما في بيروت أسمته "شي صوفي"، شكّل بالنسبة لها مرحلة مهمّة وتعلّمت منه الكثير كما قالت.
وأثنت على إيجابيّات التعامل مع زبائن المطاعم اللبنانيّين المتطلّبين كثيرا كما قالت، وتعلّمت من لبنان أهميّة التكيّف مع عقليّة البلد الذي تقيم فيه والانفتاح على روّاد المطعم وما يتوقّعونه، وساعدها ذلك عندما انتقلت للعمل في مونتريال.

الشيف صوفي تابت درست التصميم قبل دراسة فنّ الطهي، ما ساعدها في تصميم مطعمها/Gaëlle Vuillaume
وفتحت مطعما بالتعاون مع زوجها، ناذل النبيذ اطلقت عليه الاسم نفسه "شي صوفي"، ولاحظت أنّ الزبائن الكيبيكيّين مختلفون وغير متطلّبين
وفضلا عن اختلاف الزبائن من بلد لآخر، فثمّة اختلاف في المكوّنات المستخدمة في الطهي، و تستخدم صوفي تابت المنتجات المحليّة التي تثري المطبخ وتعطيه نكهة خاصّة وتساعد الشيف على التجديد وتعزّز لديه حبّ ابتكار الأطباق بصورة مستمرّة كما تقول.
وتعرف صوفي تابت كيف تضيف بلباقة ونعومة نكهة لبنانيّة على طبق محلّي، وتتقن المزج بين تقاليد الطهي التي تختلف من بلد لآخر.
وتعتبر أنّ الكيبيكيّين منفتحون على تقاليد الطهي المتنوّعة ويحبّذون المختلف والجديد ويتآلفون بسهولة إجمالا مع نكهات واطباق غريبة عنهم.
وتصف الشيف صوفي تابت مطبخها بأنّه فرنسي بلمسة شخصيّة ونكهة إيطاليّة لأنّها تتقن المطبخ الايطالي، ولمسة لبنانيّة مستمدّة من البلد الأمّ لبنان.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.