لمن البقشيش في المطاعم الكندية؟ حقوق الصورة:Radio-Canada/Priscilla Plamondon

من الأحق بال “بقشيش” في المطاعم الكندية؟

السخاء الكندي لا يقتصرعلى الهبات والتبرّعات التي يقدمها أهل بلاد القيقب للمشاريع الخيرية والحفلات التي يعود ريعها لضحايا زلزال في هايتي أو إعصار في المكسيك أو حرائق في فورت ماكموري في شمال مقاطعة ألبرتا فحسب، بل أيضا يتعداه إلى الإكراميات السخيّة بالإحمال التي يدفعها الكنديون لقاء خدمات يتلقونها في المطاعم أو في صالونات التجميل والحلاقة وإلى ما هنالك من خدمات خاصة للأفراد.

وقد أثير الجدل مؤخرا حول البقشيش والإكرامية في المطاعم التي يدفعها الزبون عادة للنادل الذي قام بخدمته وتلبية مطالبه وتساءل البعض عما إذا كان بالإمكان تقاسم إكراميات النُدُل مع الطهاة والعاملين في المطبخ سيما وأن هؤلاء هم جنود الخفاء الذين قاموا أيضا بتقديم الخدمات لزبائن المطعم بشكل غير مباشر.

بادىء ذي بدء يجب التأكيد بأن البقشيش كان دائما في كندا ولا يزال اختياريا ولا قانون ينّظمه، هو عرف ليس أكثر يقضي بأن يدفع زبون المطعم للجرسون نسبة تتراوح بين 15% إلى 22% من القيمة الإجمالية لفاتورة المطعم. هذا ولا يجب بالإجمال إدراج تسعيرة البقشيش في فاتورة المطعم، وقد تجاوزبعض أصحاب المطاعم هذا الأمر في مرات نادرة، فقام بعض الزبائن برفع الشكوى من هذا التجاوز إلى مؤسسات حماية المستهلك رافضين أن يفرض عليهم صاحب المطعم نسبة البقشيش الواجب تقديمها.

وتختلف نسبة الإكرامية من مقاطعة كندية إلى أخرى، ففي فانكوفر في مقاطعة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي يبلغ معدل الإكرامية التي يتركها الزبون 16،5% في حين تبلغ الإكرامية التي يتركها أبناء مونتريال في مقاطعة كيبيك وهاليفاكس في مقاطعة نوفاسكوشا في الشرق الكندي وكالغيري في مقاطعة ألبرتا في الغرب 15% هذا وأقل إكرامية يدفعها الزبائن في مطاعم مقاطعة ساسكتشوان في الغرب ومقاطعة نيوبرنزويك في الشرق الكندي وتبلغ نسبة البقشيش 13،7%.

في العام 2016 أظهر باحثون في جامعة غوليب Guelph في مقاطعة أونتاريو بأن نظام البقشيش الكندي يتسبب بعدم المساواة في الاجور بين النُدُل والطهاة في مقاطعة أونتاريو مما أثار النقاش في المقاطعة حول ما إذا كان يجب أن يستأثر النادل بالبقشيش كله أو يتقاسمه مع كل العاملين في المطبخ أيضا.

وعلى سبيل المثال يبلغ معدل راتب النادل في الساعة الواحدة في مقاطعتي كيبيك وأونتاريو نحو 27،38$ بفضل الإكرامية المضافة في حين يبلغ راتب كبير الطهاة نحو 18،57$ في الساعة.

وتجدر الإشارة إلى أن تقاسم الإكرامية يمارسه عدد من المطاعم عبر أنحاء البلاد ولكن ما يختلف من مقاطعة كندية إلى أخرى هو هوية صاحب القرار بمشاطرة البقشيش وعلى من يجب توزيعه وهل في الأصل يجب توزيعه أو هو حصرا للنادل؟

قد يؤثر تهذيب الجرسون ولباقته وتميّز خدمته في كمية النقود البقشيش التي يتركها زبون المطعم/CBC

هذا وقد حسمت حكومة كيبيك الأمر في هذا الموضوع وأعطت للنُدُل أن يقرروا بأنفسهم هل يريدون تقاسم غلّتهم من البقشيش مع غيرهم أم لا. هذا في حين أن حكومة أونتاريو أجازت منذ العام 2016  لصاحب المطعم أن يحتفظ بجزء من أموال البقشيش ويعيد توزيعها كما يروق له. إلا أن شكوى النادل في أونتاريو عادت إلى الظهورفي شهر شباط/فبراير الماضي عندما وصل الحد الأدنى للاجور في المقاطعة إلى 14$ في الساعة. وقد اتهم النادل إدارة المطعم بأنها تريد أن تموّل زيادة الاجور على حسابه إذ عمد بعض أصحاب المطاعم إلى اقتطاع جزء كبير من إكراميات النُدُل لديهم لمشاطرتها مع غيرهم من العاملين في المطبخ.

وقد اضطر هذا الأمر، الذي أحدث ضجة كبيرة في أنحاء المقاطعة، رئيسة حكومة أونتاريو كاتلين وين إلى التدخل وأوكلت إلى لجنة العلاقات العمالية في أونتاريو بإجراء تحقيق.

ويهدف تشاطر الإكراميات إلى تقليص عدم التساوي في الاجور بين النُدُل والطهاة لا سيما أن أصحاب المطاعم يجدون صعوبة في إيجاد اليد العاملة وراء الكواليس في مطابخهم ويؤكدون بأن أرباحهم لا تكفي لزيادة الأجور لذا قد تكون مشاطرة الإكرامية هي الحل الأمثل كما يؤكّد عدد كبير من أصحاب المطاعم.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.