"دعيني اشرح في البداية لماذا أنا هنا في كندا وما أهميّة أن أسير في القطب الشمالي": بهذه الكلمات استهلّ مايكل حدّاد المغامر اللبناني وسفير التغيّر المناخي لدى برنامج الأمم المتّحدة الانمائيّ حديثه للقسم العربي في راديو كندا الدولي.
ويتحدّث الشاب الطموح لإذاعتنا من تورونتو بصوت يضجّ بالاندفاع والحماس، ويشرح الظروف التي مرّ بها بعد أن تعرّض لحادث وهو في السادسة من عمره، وأصيب بالشل بنسبة 75 بالمئة من صدره حتّى أسفل الرجلين كما قال.
وتمكّن مايكل حدّاد بالجهد والمثابرة وبمساعدة الأطبّاء من تخطّي إعاقته، وبدل أن يبقى أسير كرسيّه النقّال، راح يحقّق الانجاز تلو الآخر، فقطع مسافات طويلة سيرا في غابات الأرز في لبنان، وتسلّق صخرة الروشة في وسط البحر المتوسّط في بيروت وتسلّق القرنة السوداء أعلى قمم لبنان التي تغطّيها الثلوج كما قال لي في حديثي معه.
ويوجّه من خلال مغامراته مجموعة من الرسائل، أولاها وأهمّها كما يقول، أنّ الاعاقة هي "نفسيّة تفكير" وأنّه يمشي من أجل الأرض وللتوعية على أهميّة حماية المحيطات، لأنّ الاعاقة هي في الأرض ، ورسالة ثالثة للتوعية على التغيّر المناخي.ويبرهن مايكل حدّاد من خلال الانجازات التي حقّقها أنّه من الممكن أن نحوّل الاعاقة إلى قدرة، ويهدف من خلال الانجاز الذي يحضّر له لقطع مسافة مئة كيلومتر في القطب الشمالي، لتوجيه رسالة للعالم أجمع هذه المرّة، بأنّ الأرض بحاجة لنا،.

الحضور يصفّق للمغامر اللبناني مايكل حدّاد (إلى اليسار) وإلى جانبه النائب الليبرالي الفدرالي فيصل الخوري/استديو حلّوم
ويقول إنّ خيار القطب الشمالي جاء لأنّ ذوبان الجليد فيه هو مؤشّر ملموس على مضاعفات التغيّر المناخي كما قال المغامر مايكل حدّاد.
ويحضّر مايكل حدّاد لرحلته إلى القطب الشمالي بالتنسيق مع النائب عن الحزب الليبرالي في مجلس العموم الكندي الأستاذ فيصل الخوري.
وقد دعته الجمعيّة الليبراليّة الفدراليّة في منطقة لاقال ليزيل الأسيوع الماضي للمشاركة في حفل أقامته الأسبوع الماضي على شرف النائب خوري وقامت خلاله بالتعريف بمايكل حدّاد وعرضت شريط فيديو عن أنجازاته السابقة.
ويقول مايكل حدّاد إنّ النائب فيصل الخوري تبنّى قضيّة حماية الأرض وحمل لواء مواجهة التغيّر المناخي لأنّه رأى أنّ كندا هي زورق الانسانيّة ولتوجيه رسالة من كندا إلى العالم.
وتندرج مغامرات مايكل حدّاد في إطار برنامج علمي يوفّق بين قدرات المرء العقليّة والجسديّة ويبرمج عمل العقل والجسد من خلال البذّة الخاصّة "اكزوسكيليتون" exoskeleton التي يرتديها والتي تساعده في حركته وتنقّلاته كما يشرح لإذاعتنا.
ويؤكّد مايكل حدّاد المغامر وسفير التغيّر المناخي لدى برنامج الأمم المتّحدة الانمائي أنّه يستمدّ قوّته من كلّ الأشخاص المحيطين به والذين يدعمونه ومن إيمانه بما يقوم به، ويؤمن بأنّه لا شيء مستحيل عندما نتحلّى بالايمان والارادة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.