تميّز الموقف الكندي من أحداث الأسبوع الفائت الدامية في قطاع غزة، حيث سقط نحوٌ من 60 قتيلاً و2700 جريح في صفوف الفلسطينيين عند حدود القطاع مع دولة إسرائيل، بتصريحات تفاوتت فيها الليونة والصرامة إزاء هذا أو ذاك من الطرفيْن الرئيسييْن المعنييْن، دولة إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية التي تسيطر على القطاع.
فيوم أمس قالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في مجلس العموم إن أوتاوا أعلنت رفضها لقرار صدر الجمعة عن مجلس حقوق الإنسان بإرسال فريق من الخبراء الدوليين للتحقيق حول انتهاكات محتملة للقانون الإنساني في قطاع غزة لأنه كان "متحيزاً" ويهدف لـ"عزل" إسرائيل، وإن هذا الاعتراض الكندي كان منسجماً مع "سياسة الحكومة الكندية بعدم دعم قرارات تعزل إسرائيل ظلماً".
وجاء كلام فريلاند رداً على استفسارات من حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية والحزب الديمقراطي الجديد اليساري التوجه، ومن مقاربتيْن مختلفتيْن جداً، بشأن ما بدا كأنه تغيير في الموقف الكندي.
فيوم الأربعاء الفائت أصدر رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو بياناً طالب فيه "بإجراء تحقيق مستقل وفوري" في قطاع غزة معلناً أن "كندا على استعداد للمساهمة" فيه ومؤكداً أن "ما نُقل عن استخدام مفرط للقوة والذخيرة الحية هو أمر لا يُغتفر، ومن الواجب توضيح الوقائع حول الوضع في غزة".
وكان ترودو قد قال في كالغاري، عشية إصدار بيانه، رداً على سؤال، "نعرب عن أسفنا لأعمال العنف المروعة التي تحصل في المنطقة حالياً، لموت أبرياء وأطفال وصحفيين وعاملين في المجال الطبي"، مضيفاً "نشجع على عودة المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى حل قائم على دولتيْن الذي يشكل المخرج الوحيد لهذا الوضع".

رئيس الاتحاد العربي الكندي الدكتور نور القادري (Facebook / Nour El Kadri)
وعشية ذلك، أي الاثنين من الأسبوع الفائت، اليوم الذي سقط فيه العدد الأكبر من الضحايا الفلسطينيين، قالت فريلاند إن "مسؤولية حماية المدنيين تقع على كافة أطراف النزاع"، قبل أن يصدر الناطق باسمها آدم أوستن بياناً قال فيه إن الحكومة الكندية "تدين تورط ’’حماس‘‘ وهي منظمة مصنفة إرهابية" في أعمال العنف التي وقعت في قطاع غزة، مضيفاً "نعترف بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد فعلي وفقاً لالتزاماتها الدولية" و"نظل مصممين على معالجة الوضع الإنساني في غزة وتحسين الوضع المعيشي للفلسطينيين الضعفاء".
ضيفي رئيس الاتحاد العربي الكندي (Canadian Arab Federation) البروفيسور نور القادري، الأستاذ في جامعة أوتاوا، يتحدث عن دور كل من اللوبييْن العربي واليهودي في كندا وتأثيرهما على الموقف الكندي من أحداث غزة الأخيرة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.