يصارحك الفنان السوري نزيه أبو الريش منذ اللحظة الأولى بأنه لم يجلس كثيرا على مقاعد الدراسة لا في العلوم الموسيقية ولا غيرها، بل هو لا يزال جالسا في مدرسة الحياة يغرف منها الخبرات والثقافات والتمازج الحضاري الذي لا تعلّمه الكتب.
ولا يمض وقت قليل في حوارك معه حتى يُثبت لك المؤلف الموسيقي الشاب بأنه يملك معرفة وثقافة ورقيا يفوق به حاملي الشهادات والاكاديميين الكبار.
تتحول آلة العود الجامدة عندما يحتضنها نزيه أبو الريش إلى روح وقلب ينبض بالحياة!
حقوق الصورة: مركز موسيقيي العالم
نشأ نزيه أبو ريش في كنف والد يملك صوتا جميلا ويدندن على العود ليرافقه في الغناء. وقد بدأ ضيفي في ربيعه الرابع بتعلم عزف العود سمعيا ليفتح مدرسة لتعليم العود في مسقط رأسه اللاذقية على مدى عشر سنوات. وسينشأ على يده جيل من الموسيقيين الذين ينشرون فنهم اليوم في أقصاع الأرض.
زار نزيه أبو الريش مونتريال لأول مرة في العام 2013 ليشارك في مهرجان موسيقي على أرضها، وشعر يومها بأنه حب من النظرة الأولى بينه وبين المدينة الكوسموبوليتية. وعاد إليها في العام 2016 ليتزوج ثقافاتها وفسيفسائها ويتمازج مع شعوبها.
نزيه أبو الريش اليوم في قمة الاتحاد مع فنه ووجوده والكون: لا أريد شيئا آخر في الحياة سوى الارتقاء بجمهور مونتريال التواق الذواق إلى عوالم سماوية تصدح في أجوائها الألحان المتمازجة والمتعايشة والمنسجمة مع بعضها البعض مؤلفة أجمل نغمات الوجود وأروعها.
كنت تائها أبحث عن مكاني، عن وجودي وكياني إلى أن وطأت قدماي ارض هذه البلاد فشعرت أني وجدت ما كنت أبحث عنه كل حياتي.
ولا يخاف نزيه أبو الريش ذبول الورد لأنه يصلح لكل تربة وأنى زُرع الورد فهو ينبت وينمو ويثمر ورودا كثيرة.
أما عن تفاعل الجمهور الكندي مع موسيقاه فيقول نزيه أبو الريش بأن الكندي "سميّع" ويقُدّر الفن الراقي بفضل ثقافته وانفتاحه على المجتمعات والحضارات الأخرى.
في "مركز موسيقيي العالم" الذي افتتح في نهاية الصيف الماضي في مونتريال، يدرّسُ نزيه أبو الريش العود ويشارك في تجربة فريدة ومتميّزة تفيد من التعدد الاتني والحضاري في الميتروبول الكندية. إذ يرتاد المركز نخبة من فناني العالم الذين يشاركون في إعداد مشاريع موسيقية تعددية تتمازج فيها الأنغام والمدارس الموسيقية من أقصاع الأرض.
وقد شارك نزيه أبو الريش في عطلة الاسبوع المنصرم في النسخة الأولى لمهرجان "موسيقيي العالم " التي أطلقها المركز وقدّم أربعة إبداعات في التأليف الموسيقي.
يُحّب نزيه بوريش، وهو الاسم الذي يُشتهرُ به في الأوساط الكندية، الموسيقى لذاتها ولا يريد أن يُشوّه أو يشوّش أي أمر آخر عليها لا السياسة ولا القضايا الاجتماعية ولا الحسابات التجارية ولا حتى الأغنية بحد ذاتها... يهوى ضيفي الموسيقى الصرف، الموسيقى للموسيقى وليس لأي شيء آخر مهما يكن.
تعرّفوا لأول مرّة في أثير راديو كندا الدولي على الفنان السوري، المؤلف الموسيقي وعازف العود نزيه أبو الريش في هذا التقرير الذي تتخلله تقاسيم من توقيع الفنان الضيف:
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.