أبطال فيلم "قيامة حسن" الضريرون دوني هارتينغ وبيغي بروو وابنتهما لوفيا (في الوسط) خلال وجودهما مؤخرا في استديوهات راديو كندا/Radio-Canada / Olivier Laland

“قيامة حسن” توّج أفضل وثائقي كندي-فرنسي

فاز الفيلم الوثائقي-التسجيلي "قيامة حسن" بجائزة إيريس لأفضل فيلم وثائقي كندي-فرنسي للعام 2017 في حفل "كيبيك سينما" لتتويج صناع السينما الناطقة باللغة الفرنسية في كندا مساء الأحد المنصرم. وكان أقيم الحفل لأول مرّة في استديوهات تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية.

تابعت كاميرا مخرج الفيلم السينمائي الكندي كارلو غيليرمو بروتو Carlo Guillermo Proto على مدى أربع سنوات ثلاثة أشخاص ينتمون إلى عائلة واحدة. ويقوم أفراد هذه العائلة بالغناء على أبواب إحدى محطات قطار الأنفاق في مدينة مونتريال لكسب رزقهم. ,أبطال الفيلم الواقعي التسجيلي الثلاثة هم: الأب دوني هارتينغ Denis Harting وزوجته بيغي روو Peggy Roux وابنتهما لوفيا Lauviah. وكل أفراد هذه العائلة فاقدون للبصر.

يقصّ الفيلم حكاية فاجعة ستغير حياة هذه العائلة إلى الأبد. ففي العام 2002 فقدت العائلة ابنها حسن الوحيد بين أفراد عائلته الذي ولد مبصرا صحيح النظر. وغرق هذا الطفل عندما كان في ربيعه السادس عندما كان يشارك في إحذى المخيّمات الصيفية في ضواحي مونتريال.

بعد موت الطفل تبدأ العائلة بالإيمان بأنه موجود في مكان ما في هذا العالم وبأنه تقمص جسدا آخر، كل ذلك حملهم إلى الاعتقاد به أحد الأطباء والكتاب الروس وهو غريغوري غربوفوي كما تشير أحداث الفيلم. ولهذا الطبيب والعالم الروسي مؤلفات عدة يخكي فيها أفكاره الفلسفية الوجودية عن قيامة الأموات وانبعاثهم في مكان ما من هذا العالم.

في ذلك الوقت، تبدأ هذه العائلة طريق البحث والتعمق الروحي الماورائي ملتقية السينمائي الكندي الذي وجد في قصتهم مادة سينمائية مشوّقة ومؤثرة. أما الأبطال الحقيقيون في حكاية الفيلم فهم وجدوا بالتعبير السينمائي الوسيلة التي ستسمح لهم بالتكفير عن ذنب يجتاحهم لظنّهم بأنهم لم يستحقوا نعمة أن يكون حسن في حياتهم وبأنهم أضاعوه بسبب إهمالهم.

هذا الوجع يظهر جليا في الحكاية التي تقصها العائلة في الفيلم وأيضا في الكلمة التي ألقاها دوني هارتينغ حين اعتلائه خشبة المسرح يوم الأحد الماضي لتسلم جائزة "إيريس" لأفضل فيلم وثائقي كندي-فرنكوفوني للعام 2017 في حفل "كيبيك سينما" لتتويج صناع السينما الكندية الفرنسية.

عودة في التقرير الصوتي تاليا إلى الحفل وما قاله دوني هارتينغ خلال تسلمه الجائزة. مع الإشارة إلى أنه على ما يبدو لن تبقى باكورته السينمائية يتيمة وهو باشر تصوير المشاهد في فيلم روائي هذه المرة يخرجه السينمائي بروتو أيضا الذي وجد عند دوني موهبة سينمائية استثنائية يصدق فيها المثل القائل بأن فقدان البصر لا يعني أبدا فقدان البصيرة.

استمعوا
فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.