مديرة منظمة "دا غاما" في مونتريال السيدة ناتالي روكفور في استديوهات راديو كندا الدولي/بعدسة كوليت ضرغام

“دا غاما” تكافىء من تجرأ على خوض اندماج ناجح في كيبيك

سرد لنا الزميل سمير بدوي صباح اليوم وقائع حادثة جرت في أحدى محطات مترو الأنفاق في مدينة مونتريال.

قصّ زميلي أن جميع  رواد المحطة كانوا هذا الصباح في عجلة من أمرهم خشية أن يسبقهم القطار فيتأخروا في الوصول إلى أشغالهم، عندما فجأة يقع أرضا شاب في العشرين من العمر. ليتهافت بعد ثوان معدودة عدد من الناس لإسعافه ووضعه على أحد المقاعد القريبة.  في هذا الوقت بادر كل شخص موجود في المكان إلى تقديم ما لديه لمساعدة هذا الشاب على استرجاع نشاطه وحركته ومنهم من تبرع بمياه الشرب ومنهم بقطع الحلوى وآخرون بالخبز والساندويش.

ويصف زميلنا القشعريرة التي اعترته جرّاء هذا المشهد من التعاضد والتكاتف الإنساني في مونتريال.

هذا المشهد ليس الوحيد بالطبع في المدينة الكوسموبوليتية وهو يترجم أيضا في عدد من الأفعال والمبادرات التي يقوم بها أفراد أو مؤسسات من أجل مساعدة الغير ومدّ يد العون للمحتاج، وقد لا تكون الحاجة بالضرورة دوما إلى المال بل ربما فقط إلى التفاتة وتطمين وتكريس بضعة وقت للإصغاء إلى الآخر.

السيدة ناتالي روكفور Nathalie Rochefort من سكان مونتريال تضطلع بدور "المشجعّة والداعمة" للوجود والتعايش الإنساني في مدينتها ولإنصهار كافة الاختلافات الجنسية والعرقية والدينية في المجتمع الكندي الواحد.

عفوية مطلقة ظهرت بها ضيفة راديو كندا الدولي أمس مؤسسة ومديرة منظمة "دا غاما" ناتالي روكفور التي يأتي البعد الإنساني الصرف في أولى اهتماماتها /بعدسة كوليت ضرغام

ولهذا الهدف أطلقت هذه السيدة المخضرمة في مونتريال منظمة "دا غاما" “De Gama”غير الربحية التي تهدف إلى تقديم المساعدة "للغرباء" الذين يصلون إلى كيبيك من دون تفرقة أو تمييز.

هؤلاء الغرباء هم المهاجرون أو طالبو اللجوء أو اللاجئون. وقد استقبلت مؤسستنا منذ تاريخ تأسيسها قبل أكثر من 3 سنوات أكثر من 3000 آلاف شخص من المهاجرين الجدد أو القدامى وذلك من دون أية مساعدة من حكومة كيبيك أو كندا. وقد قمنا بمساعدة الواصلين حديثا من أجل إيجاد السكن والعمل وكيفية التعامل مع الدوائر الحكومية والتغييرات المناخية التي طرأت على حياتهم.  نحن أيضا نكثّف اللقاءات فيما بين هؤلاء الأشخاص لتبديد غربتهم وتفعيل مشاركاتهم في مجتمعهم الكندي. قالت لي السيدة روكفور.

أما بالنسبة إلى اسم مؤسستها "دا جاما" فالشرح يطول وتأخذني محدثتي إلى عصر قديم، إلى أيام المستكشف والبحار البرتغالي الشهير فاسكو دا جاما الذي كان سبّاقا في اجتياز بلاد العالم على متن شراعه منذ مئات السنين.

فاسكو دا جاما لقّب بأدميرال المحيط الهندي وأعطي لقب دوم أو كونت وبفضله أصبحت سلعة البهارات من العناصر الأساسية في اقتصاد البرتغال وتقدّمت بلاده كقوة استعمارية.

الأديب الكندي-المغربي كمال بنكيران يتسلّم جائزة التميّز الأدبي في مدّ الجسور بين الأدب المغربي والفرنكوفونية في حفل التميّز الأتني العام الماضي في "دا غاما"/موقع مؤسسة DeGama

هل اسم فاسكو دا جاما سيسمح للمؤسسة المونتريالية بتبوأ دور ريادي في حياة المهاجر كما كان المستكشف البرتغالي الذي جاء اسمه في المركز 86 في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ؟

السيدة ناتالي روكفور زارت مكاتبنا أمس لغاية إطلاق الدعوة عبر أثيرنا لكافة المستمعين من أجل المشاركة في حفل "Oser Agir" الذي يتوّج المهاجر الذي حقق إندماجا ناجحا في كيبيك وتجرأ على التحرّك وأخذ مكانه في المجتمع الكندي-الفرنكوفوني وساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية . موعد الحفل في 22 من شهر تشرين الأول/أوكتوبر المقبل.

كل الشروط للمشاركة في الحفل ولمعرفة كيف يمكن لك أن تكون مرشحا لجائزة من جوائز هذا الحفل في هذا الحوار الذي تستمعون إليه تاليا:

استمعوا
فئة:ثقافة وفنون، مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.