الأطفال المفصولون عن أهلهم: تداعيات سلبية على حياتهم المستقبلية

اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن عملية فصل الأطفال عن أهلهم الذين تعرضوا للتوقيف من قبل السلطات الأمنية الأميركية في أعقاب اجتيازهم بشكل غير مشروع الحدود الأميركية مع المكسيك غير مقبول رغم  أنه ما يزال ينحو باللائمة على الحزب الديمقراطي محملا إياه مسؤولية الوضع الحالي ممارسا في الوقت نفسه ضغوطا على مجلس النواب المكون في غالبيته من الجمهوريين حزبه هو شخصيا.

وأكّد ترامب على ضرورة الصمود دفاعا عن شيء ما الصمود حفاظا على الأمن الأميركي جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام مجموعة من أصحاب الأعمال في واشنطن.

وأضاف ترامب بأنه لا يمكننا أن نسمح للناس بالتقاطر على الحدود بشكل غير شرعي وما عليهم إلا اتباع الطرق القانونية.

يشار إلى أنه منذ نهاية الأسبوع الماضي، تثير السياسة التي اعتمدتها الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب حول فصل الأطفال والأولاد عن أهلهم التي تم تطبيقها منذ شهر إبريل نيسان الماضي المشاعر وقد حصلت على تغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الأميركية.

لقاء مع الأخصائية والباحثة في الطب النفسي الاجتماعي في  جامعة مكغيل سيسيل روسو للحديث عن التداعيات النفسية والجسدية على هؤلاء الأطفال المفصولين عن أهلهم الذين عبروا الحدود من المكسيك إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية وتم توقيفهم على الحدود وتم فصل الأولاد عن أهلهم الذين أودعوا سجون إدارة الهجرة مع الإشارة إلى أن نحوا من 2300 طفل فصلوا عن أهلهم، حول التداعيات التي يتعرض لها هؤلاء على المدى البعيد بعد فصلهم بصورة قاسية عن أهلهم أجابت:

الحالة صعبة بالنسية لهؤلاء الأطفال عندما يتم فصلهم عن أهلهم بصورة قاسية عشوائية وهذا ما حدث سابقا مع أطفال آسيويين تم إبلاغهم بأنهم لن يروا لاحقا أهلهم ما تسبب بوضع أحد الآباء حدا لحياته إنها عملية فصل أطفال عن أهلهم حصلت عن سابق تصور وتصميم وهي تعسفية وقاسية

وعن سؤال عن تداعياتها النفسية على الأطفال أجابت أخصائية علم النفس الاجتماعي بأن تداعياتها ستكون سلبية على هؤلاء الذين يبلغ عددهم نحوا من 2300 طفل وولد بينهم من لم يتجاوزوا عدة أشهر سيعانون من مشاكل تتعلق بالهوية بالنسبة لمن هم في سن مبكرة وسيعانون من الكابوس والخوف في المستقبل ومن تداعيات سلبية هامة لكن الأهم هو كون هذه الإجراءات تعني بالنسبة للولايات المتحدة الانفصال عن المعاهدات الدولية وخاصة المعاهدات المتعلقة بحقوق الأطفال

وعما إذا كانت التداعيات هي أكثر تأثيرا وسلبية على من هم أصغر سنا وقبل السن المدرسية أجابت بأن هؤلاء هم أكثر ضعفا وهشاشة ممن هم من التقدمين عليهم في السن إذ أن الارتباط والتعلق بالأهل بالنسبة لهؤلاء أمر حيوي جدا وقد يتسبب البعد عن الأهل حتى بالموت بالنسبة لهؤلاء إذ لا يتحملون الفراق عن أهلهم وهم يفتقدون لوجه الأهل الذي لا يمكن تعويضه، إذ أنه بالنسبة للبالغين فالصدمة أقل وطأة لآن عندهم معارف مساعدة على مواجهة هذه الحالات الصعبة.

والآن وبعد القرار الرئاسي الذي يمنع فصل الأطفال عن أهلهم بل سيكونون معهم قيد التوقيف هل سيكون لهذا الإحراء وقع أخف على  الأطفال والأهل.

وتجيب الأخصائية في علم النفس الاجتماعي بأن التداعيات دائما موجودة لكنها أخف نوعا ما  لكن وحتى لوكان مكان التوقيف والظروف أكثر إنسانية كما هي الحال هنا في كندا ولو كان الاعتقال لفترة محددة بثمان وأربعين ساعة فقد أثبتت الدراسات التي قمنا بها بتداعيات سلبية على المدى البعيد تستمر على مدى عدة سنوات.

في الختام اعتبرت سيسيل روسو أن الكائن البشري هو في مطلق الأحوال كائن متكيف ومتحمل للصدمات غير أن الآثار السلبية تختلف حسب الأعمار.

استمعوا

راديو كندا/راديو كندا الدولي