صحة الفم والأسنان بالنسبة للمهاجرين وخاصة المعوزين منهم الذين لم يحصلوا على علاج للأسنان في وطنهم الأصلي مطلقا تطرح تساؤلات عدة.
العديد منهم يصلون إلى كيبيك وهم يشكون من تسوس الأسنان ووجود خراج بكتيري ما يستدعي استشارة طبيب أسنان تحسبا لتدهور حالتها وتأثيرها ليس على الأسنان فحسب بل على صحة الجسم بشكل عام ناهيك عن الألم الشديد الذي تسببه.
ولمساعدة الأشخاص الذين لا تتوفر لهم الإمكانيات المالية لتلقي العلاج قررت كلية طب الأسنان في جامعة لافال في كيبيك منذ عدة سنوات توفير خدمات علاجية مجانية للأشخاص المعوزين الذين ليست لديهم الإمكانيات للحصول على العلاج من قبل طبيب أسنان يتقاضى أجرا.
عيادة طب الأسنان Accès تستقبل هذه السنة نحوا من 400 شخص غالبيتهم من المهاجرين واللاجئين.
وتقول أستاذة طب الأسنان في كلية طب السنان في جامعة لافال إيميه داوسون بأن غالبية الذين يقصدون عيادة طب الأسنان "أكسيه" هم في غالبيتهم من المهاجرين لأن المهاجرين الجدد لا يمكنهم الحصول على العلاج لأنهم لا يملكون بوليصة تأمين بسبب أنهم لا يعملون ولا يكسبون أجرا.
إن الحالة الصحية للفم والأسنان بالنسبة للواصلين الجدد وخاصة اللاجئين منهم متردية جدا عندما يصلون إلى كيبيك.
وتقول البروفسورة إيميه داوسن حسب خبرتها في هذا الموضوع:

أحوال صعبة في مخيمات اللاجئين ما لا تسمح لهم بالحصول على علاج لأسنانهم وأمراض الفم/راديو كندا
"نشاهد أشخاصا لم يروا طبيب أسنان مطلقا في حياتهم ومن هذا المنطلق يأتون إلينا وهم يشكون من تسوس في الأسنان وخراج بكتيري ينتشر في لثتهم ما يسبب لهم الكثير من الألم والمعاناة واللاجئون يشكون بشكل خاص إذ أنهم يقيمون في مخيمات لا توجد فيها مطبخ لتأمين الطعام بل كلهم يأكلون معلبات ويشربون سوائل مليئة بالسكر بالإضافة لعدم توفر أطباء أسنان للكشف على المرض ووصف العلاج.
ولما كان عدد من طالبي العلاج لا يتكلمون الفرنسية أو الإنجليزية لجأت العيادة إلى خدمات مترجمين وتقول سيدة تخضع للعلاج بأن الخدمة مجانية وجيدة وهي تعبر عن شكرها للعيادة والأطباء.

طلاب وطالبات في طب الأسنان يقدمون علاجا مجانيا في عيادة لطب الأسنان في جامعة مكغيل /راديو كندا
إن البرنامج المتوفر لأطباء أسنان المستقبل يسمح بتوعيتهم للتعرف إلى الناحية الثقافية للمرضى إذ أنهم من جنسيات مختلفة ومن ثقافات متعددة وتعطي البروفسورة إيميه داوسون مثلا على ذلك بأن بعض المرضى لا يرغبون بشرب الماء أو أنهم لا يتناولون الطعام في شهر رمضان ونطرح عيهم السؤال هل هم على ما يرام عند معالجتهم لأننا نضطر لضخ الماء في الفم للتنظيف وتعويض اللعاب
وتقول إحدى المتمرنات بأنه أول لقاء مع مريض وهي بالفعل تجربة مفيدة بالنسبة للمستقبل.
يشار إلى أن غالبية الذين يقصدون العيادة المجانية أتوا بناء على توصية من جمعيات تعنى بالمهاجرين أو من قبل مراكز العلاج الاجتماعية.
استمعواراديو كندا/راديو كندا الدولي
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.