المخرج روبير لوباج: إلغاء عرض “سلاف” دليل على خطاب عدم التسامح

عرض المخرج الكندي المعروف روبير لوباج موقفه العلني من إلغاء إدارة مهرجان الجاز العالمي في مونتريال عرضه "سلاف" بسبب الجدل الذي أثاره بين مواقف مؤيدة وأخرى معارضة وقيام احتجاجات ضده أدت أخيرا لإلغائه.

وفيما أكّد روبير لوباج بأن "سلاف يتحدث عن نفسه" بينما كان معروضا على اللوحات الدعائية على واجهة مسرح نوفو موند TNM في إطار المهرجان العالمي للجاز في مونتريال فإن إلغاء عروضه الباقية دفعه أي روبير لوباج للخروج عن تحفظه.

ويقول روبير لوباج بهذا الخصوص:

"أحب أن أوضح بأن بيتي بونيفاسي وكورسها وفريق إكس ماشينا وأنا شخصيا كنا على اقتناع بأنه منذ بداية المشروع أن الموضوع الذي نتطرق إليه هو موضوع حساس وأنه كان من واجبنا أن نتصرف وأن نصيغ عرضا محترما وأن يكون نتيجة تفكير ومعلومات وأن يكون شريفا وصادقا"

واعتبر روبير لوباج بأن عرضه يستند إلى قواعد العمل المسرحي الذي ينطلق من "الإنزلاق تحت جلد الآخر بهدف محاولة فهمه وبنفس الوقت التعرف إلى نفسه أيضا".

ويقول المخرج المعروف روبير لوباج بهذا الخصوص:

"إنطلاقا من الوقت الذي لم يسمح لنا فيه بأن ننزلق تحت جلد الآخرين وفي الوقت الذي لم يسمح  لنا بأن نتعرف على نفسنا عبر الآخرين فإن المسرح يوجد في حالة مغايرة لطبيعته وممنوع عليه أن يحقق وظيفته  الرئيسية وبالتالي يفقد مبرر وجوده"

ويذكر روبير لوباج على صعيد آخر بأنه وبشكل منتظم كرّس عروضا بكاملها للتنديد بالظلم الذي تحملته على مدى التاريخ مجموعات ثقافية معينة  في وقت لم يكن أحد الممثلين لأحد الأدوار منها. هذه العروض قدمت حول العالم وأمام جماهير مختلفة كل الاختلاف بدون أن يتهمه أحد بعملية استحواذ ثقافي أو بالعنصرية.

وأعرب روبير لوباج أيضا عن اعتقاده بأنه في حال كان عرض سلاف على مثال عروض أخرى يتضمن  حصته من الأخطاء والهفوات والخيارات السيئة كان من الممكن أن يعرض العمل على الجمهور لتقييمه وعبر ردود فعل هؤلاء.

يشار إلى أن الجدل الذي أثاره عرض "سلاف" بسبب عدد الممثلين السود في المسرحية ما اعتبر هذا العدد غير كاف من قبل الجالية السوداء ومنتقدين آخرين.

كما تم توجيه الاتهام للعرض ومبدعيه بالعنصرية وبالاستحواذ الثقافي.

وفي تاريخ السادس والعشرين من يونيو حزيران وقبل العرض الأول قام نحو من مئة متظاهر بالتنديد بما اعتبروه استحواذا ثقافيا والتراث الأسود من قبل مبدعين بيض أي المغنية بيتي بونيفاسي والمخرج روبير لوباج أمام مسرح نوفو موند.

يشار إلى أن مغني الراب موزس سومني ألغى عرضه المقرر في الثالث من الجاري في مهرجان الجاز الدولي في مونتريال احتجاجا على عرض سلاف وقرر في المقابل عرض برنامجه خارج إطار مهرجان الجاز الدولي في مونتريال.

كما تم توقيع عريضة حملت 1500 توقيع  للمطالبة بإلغاء عرض سلاف في إطار مهرجان الجاز العالمي في مونتريال.

من جهتهم أعلن منظمو مهرجان الجاز في مونتريال عن أسفهم وفي الوقت نفسه اضطرارهم لإلغاء عرض سلاف عبر بيان كما عبر المنظمون عن اعتذارهم للأشخاص الذين تسبب سلاف بجرحهم.

"هذه لم تكن غايتنا" جاء ذلك في بيان الاعتذار والإلغاء بعد أن كان المنظمون قد دافعوا في البداية عن العرض ثم غيروا موقفهم.

ويتوقع أن يعلق منظمو المهرجان على الموضوع بشكل مفصل خلال مؤتمر صحافي عند ختام المهرجان يوم السبت.

استمعوا

راديو كندا/راديو كندا الدولي