المناقبية وتضارب المصالح: هدايا جوستان ترودو تحت المجهر

أكّد مفوض تضارب المصالح والمناقبية الجديد ماريو ديون بأنه لن يكون متساهلا في تطبيق القانون حول تنازع المصالح والمناقبية إزاء المسؤولين المكلفين بمصالح حكومية أو عامة على خلاف المفوضة السابقة ماري داوسون.

ومن هذا المنطلق لن يستطيع رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو الاحتفاظ بدون شك بجميع الهدايا التي تلقاها خلال قمة الدول السبع التي عقدت في لامالبيه في كيبيك في شهر يونيو حزيران الماضي.

وبصفتهما كمستضيفين للقاء الذي عقد في شارلوفوا فإن جوستان ترودو وزوجته صوفي غريغوار تلقيا هدايا من بينها ثلاث زجاجات من النبيذ الألماني وأعمال فنية وكرافات حريرية من ماركة هيرمس الشهيرة حسب تصريح لمفوض المناقبية وتنازع المصالح ماريو ديون.

وفي لقاء مع أخصائي المناقبية رونيه فيلمور تحدث عن تعلق الكنديين بهذه الصفة وخاصة لأنها تتعلق بشفافية ومناقبية الحكومات وعما إذا كانت الحكومة الحالية تحترم تعهداتها وهل أن قاعدة التعهدات ما تزال صلبة، اعتبر أن ما يجري حاليا يزعزع هذه القاعدة أي الثقة بين الكنديين وحكومتهم.

أما في ما يتعلق بالحكومة الحالية فهناك تراكمات ساعدت على زعزعة هذه الثقة.

وعما إذا كانت التراكمات التي تلحق حاليا بسمعة مسؤولين في الحكومة وبشكل خاص برئيس الوزراء جوستان ترودو تشكل خطرا مستقبليا أجاب فيلمور بأن هذه التراكمات تشكل خطرا وسيتذكرها الناخبون عاجلا أم آجلا لذا يتوجب تجنبها قدر المستطاع وهي المرة الأولى التي يلام فيها رئيس وزراء من قبل مفوض المناقبية وتضارب المصالح رغم اعتذارات رئيس الوزراء.

إن لائحة الهدايا التي تم الإعلان عنها من قبل المفوضية تتضمن أيضا صورة للزعماء المشاركين في قمة عام 1983 التي انعقدت في فيرجينيا التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إطار من الجلد الطبيعي يشاهد فيها والد جوستان ترودو بيار إليوت ترودو وزعماء مجموعة الدول السبع في تلك الفترة ومن بينهم الرئيس الأميركي رونالد ريغان والرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران والمستشار الألماني هيلموت كول ورئيسة وزراء بريطانيا مرغريت تاتشر.

وحسب نصوص القانون حول تضارب المصالح فإنه يتوجب على المكلفين بمناصب حكومية أن يصرحوا عن كل هدية سعرها ما بين 200 دولار أو أكثر وفي حال كان ثمن الهدية يتجاوز ألف دولار أو أكثر فتتم مصادرتها لصالح الدولة.

يشار إلى أن ماري داوسون التي كانت تشغل منصب مفوضة تضارب المصالح والمناقبية قبل تسلم ماريو ديون منصبه في شهر ديسمبر كانون الأول الماضي سمحت لرؤساء وزارات وبعض مسؤولين آخرين في حكومات سابقة بالاحتفاظ ببعض الهدايا وتسديد جزء من قيمتها في أحيان أخرى.

وأكّد ديون بأنه ليس في وارد تكرار ما كانت تفعله المفوضة التي سبقته.

"لا أستبعد في يوم ما احتمال أن يكون لهدية قيمة عاطفية لكنني لن أجعل ذلك عادة أعتمدها"

يشار إلى أن تفسير القانون حول تضارب المصالح يترك مجالا مناورة لمفوض المناقبية حسب اعتقاده.

استمعوا

راديو كندا/راديو كندا الدولي