كندا والسعوديّة: توتّر حادّ في العلاقات بين البلدين

تشهد العلاقات بين كندا والمملكة السعوديّة توتّرا شديدا منذ الساعات القليلة الماضية.

وجاء التوتّر على خلفيّة ملفّ حقوق الإنسان، وطلبت السعوديّة من السفير الكندي لديها دنيس هوراك مغادرة المملكة بعد أن اعتبرته شخصا غير مرغوب فيه.

واستدعت سفيرها لدى اوتاوا وأعلنت عن تجميد كافّة التعاملات والاستثمارات الجديدة ، كما اعلنت عن تعليق التبادل الأكاديمي وأنّها ستنقل 15 ألف طالب سعودي يتابعون دراستهم في الجامعات الكنديّة إلى دول أخرى غير كندا كما أشار التلفزيون السعودي.

وجاء الموقف السعودي بعد أن نشرت وزارة الخارجيّة الكنديّة تغريدة على حسابها على موقع تويتر تعرب فيها عن قلقها إزاء اعتقال نشطاء حقوق الإنسان في السعوديّة بمن فيهم سمر بدوي شقيقة المدوّن رائف بدوي المعتقل منذ العام 2012 بعد إدانته بازدراء الإسلام.

"كندا قلقة للغاية بشأن المزيد من الاعتقالات لنشطاء المجتمع المدني للدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في السعوديّة، بمن فيهم سمر بدوي. نحثّ السلطات السعوديّة على الإفراج فورا عنهم وعن جميع النشطاء السلميّين الآخرين في مجال حقوق الإنسان": وزارة الخارجيّة الكنديّة

وسبق أن أعربت كريستيا فريلاند وزيرة الخارجيّة الكنديّة في تغريدة عن "قلقها العميق" لاعتقال سمر بدوي وأشارت إلى أنّ كندا تقف إلى جانب عائلة بدوي في هذا الوقت العصيب "وما زلنا ندعو بقوّة للإفراج عن سمر ورائف بدوي" كما كتبت الوزيرة فريلاند في تغريدتها.

ويشار إلى أنّ إنصاف حيدر زوجة المدوّن السعوديّ المعتقل رائف بدوي، تقيم مع أولادها الثلاثة في مدينة شربروك في مقاطعة كيبيك بعد أن منحتها كندا حقّ اللجوء، وقد حصلوا جميعا على الجنسيّة الكنديّة قبل بضعة أشهر.

وقالت ماري بير باريل الناطقة باسم الخارجيّة الكنديّة إنّ  "كندا قلقة للتقارير التي تتناقلها وسائل الإعلام وتطالب بإيضاحات بشأن الموقف السعودي.

وتزامن الموقف السعوديّ هذا مع العطلة الصيفيّة في البرلمان الكندي وأيضا في الجمعيّة التشريعيّة (البرلمان) في مقاطعة كيبيك حيث تقيم إنصاف حيدر زوجة رائف بدوي مع أولادها الثلاثة.

يقول البروفسور توماس جونو أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة اوتاوا في حديث لتلفزيون سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة إنّ السعوديّة تعتمد في سياستها الخارجيّة موقفا أكثر عدوانيّة وأكثر حزما ويضيف:

ما يقومون به منذ الليلة الماضية هو رسالة واضحة ليس لكندا فحسب لأنّ كندا لا تهمّهم كثيرا وإنّما للمجتمع الدولي والغرب والمنطقة بأنّهم لن يقبلوا بهذا النوع من الانتقادات وسوف يردّون قال البروفسور توماس جونو.

ويشار إلى أنّ السعوديّة هي ثاني أهمّ شريك اقتصادي لكندا في منطقة الشرق الأوسط والخاليج وثالث مصدّر للنفط إلى كندا بعد الولايات المتّحدة والجزائر، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4 مليارات دولار العام الماضي 2017.

وتحدّث اروين كوتلر وزير العدل الكنديّ السابق ورئيس مركز راوول والينبيرغ لحقوق الإنسان إلى تلفزيون سي بي سي، واعتبر أنّ "الموقف السعودي هو بمثابة هزيمة بقدر ما هو ظالم، ووليّ العهد السعودي يقول إنّه يتطلّع إلى أن تكون السعوديّة اكثر اعتدالا وأكثر انفتاحا ويتطلّع إلى تعزيز التجارة والاستثمار.

وتابع كوتلر يقول إنّ السلطات بالمقابل تعتقل نشطاء حقوق الإنسان واعتقلت سمر بدوي التي تدعو إلى الدفاع عن حقوق المرأة وإلى ما يدعو إليه وليّ العهد.

يبقى أن نشير إلى أنّ وسائل الإعلام الكنديّة تتابع التطوّرات وتترقّب ما ستسفر عنه في الساعات والأيّام المقبلة.

استمعوا