تسعى كندا لإقناع دول حليفة لها وللمملكة السعودية معاً بالقيام بوساطة لحل النزاع الدبلوماسي مع الرياض.
وكانت أوتاوا تأمل بأن تقوم واشنطن بهذه المهمة، لكنّ الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت شجّعت قبل يوميْن كندا والمملكة السعودية على حل الخلاف بينهما دون وساطة الولايات المتحدة.
"كلا الطرفيْن بحاجة لحلّ الأمر دبلوماسياً. لا يمكننا أن نفعل ذلك عنهما. عليهما حلُّ الأمر معاً"، قالت ناورت يوم الثلاثاء.
هذا الكلام الرسمي الصادر عن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحدث خيبة أمل كبيرة لدى الحكومة الكندية.
فبالرغم من النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وكندا، والذي يشبه نزاعات تجارية بين الولايات المتحدة ودول عديدة أُخرى، هناك علاقات تاريخية وثيقة بين كندا وجارتها الوحيدة التي هي شريكها التجاري الأول. كما أن الولايات المتحدة وكندا حليفتان في منظمة حلف شمال الأطلسي ("ناتو").
واندلعت أسوأ أزمة في العلاقات الكندية السعودية إثر تعليق الحكومة الكندية على وضع حقوق الإنسان في المملكة، إذ حثت أوتاوا "السلطات السعودية على الإفراج فوراً" عن ناشطين حقوقيين من بينهم الناشطتان نسيمة السادة وسمر بدوي وهما من المدافعات عن حقوق المرأة وشاركتا في حملة المطالبة بإلغاء نظام وصاية الرجل على المرأة في المملكة.
وسمر بدوي هي شقيقة رائف بدوي، الناشط الحقوقي السعودي المعتقل في بلاده منذ عام 2012 والذي تقيم زوجته إنصاف حيدر وأولادهما الثلاثة في كندا وقد حصل الأربعة على الجنسية الكندية مؤخراً.
وردّت المملكة السعودية باستدعاء سفيرها لدى كندا واعتبرت سفير كندا لديها "شخصاً غير مرغوبٍ به"، وأعلنت عن حُزمة عقوبات من بينها تعليقُ استيراد الحبوب من كندا وتجميدُ الأنشطة التجارية والاستثمارية الجديدة مع كندا وإيقافُ برامج التدريب والابتعاث والزمالة مع الجامعات والمعاهد الكندية وبرامجِ الاستشفاء التي يستفيد منها السعوديون في كندا، كما أعلنت شركة الخطوط الجوية السعودية إلغاء رحلاتها المباشرة من وإلى تورونتو، كبرى مدن كندا وعاصمتها الاقتصادية.
سألتُ مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن الأستاذ صبحي غندور تفسيره للموقف الأميركي من النزاع الكندي السعودي.
(رويترز / سي بي سي / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.